كيف وصلنا إلى زمن الغضب ؟

تقييم ومراجعة كتاب زمن الغضب للمؤلف الهندي بانكاج ميشرا، للمترجم معاوية سعيدوني 

 كتاب من إصدارات المجلس الوطني الثقافي الكويتي للمؤلف بانكاج ميشرا وهذهِ المرة الأولى التي اقرأ فيها لهذا المؤلف. يتحدث المؤلف عن تحليل دقيق للأوضاع في العالم الغربي أو التاريخ من القرن الثامن عشر والسبب خلف الغضب الذي أدى إلى الحروب والتوجهات الفكرية منذ عصر التنوير ويربطها في ديننا الإسلامي والإرهاب والاستياء والفوضوية، وينثر اوراقها ليجد حقيقة الغضب في التاريخ بين الحاضر والماضي. يتناول الكتاب قضايا معقدة حول التاريخ السياسي والاجتماعي والثقافي في العالم الغربي الحديث.

مزيج سياسي أدبي مع اختلاف وجهات النظر للبعض المفكرين مثل روسو وفولتير يشاركنا المؤلف العديد عن التحولات السياسية الكبرى التي شهدها العالم خلال القرنيين الماضيين مثل الحروب والثورات والأكثر تشويقًا لمُحبي الأدب هو ذكر المُفكر للجوانب الثقافية وتحليلات حول الفنون والأدب وكيف أثرت على زمن الغضب.

هل كل ماحدث من معضلات العالم الغربي يقع على كاهل الدين الإسلامي؟ هذا ما يساعدنا المُفكر فهمه في كتابه ورؤية أوجهه الاختلاف من كل دين، خصوصًا الديانة الهندوسية.

هذا الكتاب لا يضم القراءة السريعة أو الجدولة، وبما إنني وضعته في جدول ايلول سأقرأه مره ثانيه بإذن الله لأنه ممتلئ بالشخصيات المهمة التي يجب البحث عنها وعن تاريخها سواء الأدبي أو السياسي وذكر المؤلف العديد من الشخصيات وشكرًا للمترجم على ذكر هوامش كل شخصية ونشاطها، مثل الأدباء أو السياسيين أو حتى الأشخاص الذي شاركوا في الحركات السياسية. في مقدمة المترجم كتب معاوية “ارتأنيا إدراج هوامش في أسفل الصفحات تتضمن تعريفًا مختصرًا جدًا لهذهِ الشخصيات عند ذكرها أول مرة حتى يتمن القارئ غير الملمّ بالتيارات الفكرية والفنية والسياسية في الغرب وغير.” شكرًا جزيلًا للمترجم على الترجمة الاحترافية وعلى التواصل الفعّال والأسلوب السلس وعلى توضحيه إن هناك شريحة من القرّاء غير ملمّة بالتاريخ وبسطّ الفكرة دون تعقيدها كما في التفكير الكارثي.

أمَ بالنسبة لذائقتي في هذا النوع من الكتاب، فأنا انا حقًا أرغب بقراءة المزيد عن هذهِ الفكرة التي جذبتني للعالم السياسي الغربي، خصوصًا إذا كان مدموجًا بالفن والأدب. اسمتعت جدًا بقراءة الكتاب، وكما قلت سأقرأه مرة أخرى لأنه يستحق القراءة بتأني.

التقييم النهائي : ٨ من ١٠ 🤬.