القراءة الثانية

القراءة الأولى هي استكشاف، القراءة الثانية هي تأمل وتعمق

تصميم من إستديو حصة 👩🏽‍💻

انتهيت من قراءتي الثانية لكتاب معنى الحياة في العالم الحديث وكُنتُ قد كتبتُ مناقشة أدبيّة وأخذت في إسهاب عن الكتاب، وعن الجوانب التي أثارت دهشتي. وصدقًا الدهشة لا تنفك عنّي طيلة قراءتي. حيث إنني أتوقف فجأة، وانظر إلى الكتاب والصفحات وأقول: كيف فعلت ذلك يا الوهيبي؟ 


حتى في قراءتي الثانية لم يخبّ أملّي. وقد عبرتُ بصراحة في التطبيق الأصفر عن ذلك الأمر. ولم أتصور أبدًا إنني سأجد شخصًا قد قراء الكتاب، وأحببه. وحينما علّقت، أدرك دهشتي وقال: يحتاج عقلًا بلا حدود. 


مهما ناقشت، ومهما كتبت وأسهبت، لا أستطيع نقل هذه الاحاسيس عبر مجرد الكلمات أو الصوتيات. ليست مبالغة، لكن من الصعب جدًا التعبير عن ذلك فعلًا! فقد أوضح الكاتب المعنى الحقيقي لعنوان الكتاب وليس بسهولة بسيطة، بل بعمق شديد. وقد جمع كل النقاط التي تضخ الحياة من خلالها، -وذكرتُ ذلك في تدوينة سابقة لي-. وهنا أترك لحظات بسيطة. 


مثل جذور الذات ومشاكلها وفترة اكتشافها، العلاقات الاجتماعية، المدن الكبرى، تطورات الصناعة والاقتصاد والتجارة وغيرها، حتى تطور القطار السريع، لديه تأثير كبير على الرؤية البصريّة وكيف هذا التأثير على الذات نفسها. ومع الحركة السريعة للزمان والمكان. تأثير الفرد بعدم تصديقه للماضي، ويتحول ذلك إلى أنّ الماضي مجرد لمحة عابرة تمر في حياته كالخيال إلى درجة أن يصعب عليه تصوّر الماضي حتى على المدى القصير كان واقعًا. 


ومن خلال هذه الأطروحة، شعرت بالقلق، لأنني حتى وانا عشتُ في فترة أزمة كورونا، أجد صعوبة شديدة في تذكّر أحداثها وكيف طريقة عيشي وقتها، وحينما اطالع فيديوهاتي الخاصّة، أتساءل بيني وبين نفسي: هل أنا فعلتُ ذلك حقًا؟ -وأدخل في دوامة جديدة لتفقد ذاكرتي-. 


وسبب هذه المشكلة تعود إلى سرعة إيقاع الزمان والمكان وغياب إدراك الفرد لتلك المشكلة. فكثيرون يشتكون أن عام ٢٠١٩ كانت بعيدة جدًا وكأنها تشكل نقطة تحول فاصلة بين عقدين. ويبدو كأننا دخلنا في عصر جديد كُلّيًا. 


وتنجرف المشكلة إلى تعجّل استقبال الاخبار، وحتى في نمط انتاج مواد الأعلام، الذي يرتكز فقط على التقرير العاجل. والخبر السريع. واللقطة المثيرة المؤقتة. ويضمها "التريند" حاليًا. وتستقر هذه السرعة إلى العلاقات الاجتماعية، خصوصًا في المدن الكبيرة والمتوسعة وذات مباني مختلفة، تكون العلاقات سريعة ومباشرة والآنية.


ومع كل هذا الحجم الكبير من الأفكار، كانت هناك مشاكل لغويّة! ولكن مراعاة المشكلات اللغوية أو النصيّة، كانت دهشة الأفكار كفيلة بحمل المشكلات البسيطة مثل تلك إلى صورة أعمق على كتفيها. 


بحثت عن الوهيبي ولقاءاته وجمعت عدة فيديوهات، انتظر انتهائي من الكتاب لأستعدّ لمواجهة طريقة تقديمه. وأشكره فعلًا على هذه التحفة الفنية الرائعة! 

والشكر أيضًا لأحمد ابو زيد، الذي عرفنّي عليه. 


لو لو لو، وهي من كلمة الشيطان…

-معاذ الله- ترغب بقراءة شيئًا يفهمك ويشرح لك العالم الغربي باختصار، كتاب معنى الحياة في العالم الحديث. هو أفضل خيار بلا منازع. لأن النظريات والفلسفات التي فيه لا تقف عند حد معين إلا حينما تصل للشريعة الإسلامية. يعرض الوهيبي، الفلسفات بترتيب وتنظيم سلسل، مما يجعل سهولة الأفكار والمفاهيم واضحة.


والمميز في ذلك أيضًا، ستشهد قدرة العولمة على تأثير الوطن العربي. كل ما ستقرأ ستراه يتجدد في العالم من نظريات وفلسفات وأفكار من القرن الثامن عشر والتاسع عشر، ستراها في القرن الواحد والعشرين. وبنفس السياقات التي تأثرت في القرون السابقة. لكن إضافةً مع تأثير التقنية الحديثة.


إنَّ البصير الحاذق يجعل من وحشة القلب التي تلمّ به، وإظلام الروح الذي يعتريه، وتشّوش المعنى بين يديه؛ طريقًا للعودة إلى ربه. 

تعليقات

المشاركات الشائعة