ماجدولين. هي رسائل وخطابات وليست رواية.
تقييم ومراجعة رواية ماجدولين للمؤلف مُصطفى لطُفي المنفَلوطي
هذا الغلاف تكاثرت صورته في ألبوم الكاميرا الخاص في هاتفي من سنة تخرجي عام ٢٠١٩. كنت أرغب في قراءتها منذ فترة طويلة. وقد قرأت العديد من التعليقات حيالها، ولكن لم تكن تلك التعليقات السيئة. أردت نسخة من الغلاف التي تظهر فيه المرأة ترتدي الأسود، ولكنني لم احصل عليه في مكتبات جرير وكتب الله لي هذهِ النسخة الحديثة.
قصة الرواية كالآتي: تدور أحداث الرواية حول شاب فقير يقيم في منزل رجل مسن لديه ابنة وتُدعى ماجدولين. يشعر الشاب الفقير بالألفة والحُب نحو ماجدولين. ويتقرب منها حتى تتطور العلاقة بينهما. يشعر بهما أبيها فيقرر طرد الشاب الفقير من المنزل، يواجه الشاب ضيقًا بسبب تصرف هذا الرجل، فيكشف عن مشاعره له إنه يحب ابنته ويرغب الزواج بها، وكان رده يجب أن يأتي بالمال حتى يتزوجها.
فكرة منطقية بلا شك. فلا يقوم الزواج دون المال والحب لا يؤكل عيشًا كما ميج في نساء صغيرات. في الحقيقة انا اجهل أي تفاصيل تدور حول هذهِ الرواية فلو عرفت إنها رومانسية كلاسيكية لما اشتريتها. تبدأ صفحات الكتاب برسائل شوق وعتب لشخصيات لا نعرفهم. ثم تتحول الرواية إلى خطابات ونصوص ورسائل وتهرب الحبكة والرواية والقصة بعيدًا عن هذا الكتاب. لا أدري هي نصوص قصيرة أو رواية؟ شخصيات لم أتعرف عليهم يميلون لبعضهما دون أن اتعرف عليهم أو اعرف احوالهم حتى اتأثر من هذهِ العلاقة!
إن لم اتعرف على الشخصيات بوضوح فلا فائدة لمعرفتي إنهم يقعون في الحب من الأساس. احببت رويا وبهمان لأني تعرفت عليهما وعشت معهما مدة طويلة. فكيف اشعر بالألفة مع الشخصيات وانا لم اعيش معهما او حتى اعبر عن مشاعري عنهما؟ — هي رواية رومانسية كلاسيكية لكنها ليست تلك الرومانسية التي تشعرك بالسعادة بل تجعلك تتخبط في مشاعرك من كثرة مشاعر هذا الشاب المسكين العاطفي الذي تبللت صفحات كتابي من دموعه ومشاعره. إنها رواية مملة ومتكررة ولا تحمل أي نوع من الأثارة.
ملاحظة مهمة: مؤلف هذا الكتاب بالأصل فرنسي ويملك هذهِ الرواية أو الرسائل وقرر المترجم تعريبها حسبما أظن وحولها إلى العربية ونثر عليها أسلوبه الخاص في الأدب و أعاد صياغتها بطريقته. وبطريقة تتناسب مع اللغة والثقافة العربية والأهم الدينية. وبرأيي إنه ليس بروائي هو يعرف كيف يكتب نصوص قصيرة لكن رواية فلا. لا أحبذ الروايات المملة التي تفسد وقتي وانا اتأفف منها. وهي بالطبع رسائل وخطابات، مثلما سافرت إيمي من نساء صغيرات غرقت الرواية بالعديد من الخطابات بسبب إيمي وجو.
أتمنى أن لا أستعجل كثيرًا في كتابة هذهِ التدوينة وقول الكثير من الكلمات المسيئة، أخاف أن اقول إنها رواية أو نصوص سيئة ثم اكتشف جماليتها في نصفها، اريد أن اعطيها فرصة ثانية لعله يصلح ما أفسد في البداية.
أكثر ما يقتل هذهِ الرواية “الرسائل” هي: المثالية المبالغة فيها. فلم نحضر سابقًا روايةً تتسم بكل هذهِ المثالية من كل جوانبها! وهذا أكثر شيء قتل متعتها ورفِقتها. رواية استفزازيه بشكلً خطير.
ماجدولين إنسانة مادية واختارت أن تحب شخصًا فقيرًا يعاني في جلب قوته اليومي وثيابه ولا يشتري مشطًا يمشط شعره المشعث. إذا كنتِ تميلين كل الميل إلى المظاهر فلماذا تودين الزواج منه؟ ولأن أبيها يعلم مكنوناتها رفض هذا الزواج وطرد الشاب المسكين الذي يتفتت قلبهُ حبًا بهذهِ الانسانة المادية. لأن أبيها يعرف إنها ترغب بشاب يحكي عنه الرجال والنساء كم هو أنيق و وسيم ويحمل الكثير في جيبه من النقود لِتنعم بها، فمن الأساس كان لا يجب أن تعيّش هذا الشاب بالوهم.
في الحقيقة لم أفهم موقف ماجدولين حينما تدعو الله إن يغفر لها قبلةً على الجبين وحينما ترتدي ثيابًا شفافة تكاد تنم عن ثدييها. ما هذهِ الشخصية المتناقضة؟ تخاف الله كثيرًا وتدعوه تضرعًا لكن لا مشكلة في حب شاب لا يحّلُ لها والمكوث معه دون زواج ولبس غير محتشم! عذرًا كتبت هذهِ الفقرة قبل ان ادرك إنها تعتنق الديانة المسيحية ولكن لم احضر من قبل هذهِ الطقوس عن الديانة المسيحية؟
لم تعجبني الرواية أبدًا ولو اعجبتني بعض الاقتباسات منها ولكن الرواية بأكملها لم تعجبني ولم احبها ولم أحبب هذهِ الشخصيات المادّية.
أجمل الساعات عندي تلك الساعة التي أخلو فيها بنفسي فأناجيها بهمومي وأحزاني، وأذرف من العبرات ما أبرد به تلك الغلة التي تعتلج في صدري.
التقييم النهائي : ٣ «للغتها» من أصل ١٠ 💌.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌