أحذر من سحر قصائد غادة السمّان

 تقييم ومراجعة كتاب أعلنت عليك الحب للشاعرة غادة السمّان.


تأخذنا الشاعرة غادة إلى منحنى آخر من الشعر وتناسق الحروف والكلمات التي تُبحر بنا إلى محيطها العاشق الذي يتغزل كثيرًا ببحرهِ وأصدافه وسمكاته. تأخذنا حيثُ نهيم معها في كل كلمة تخرج من قلمها غزلًا وهمسًا وعشِقًا، تُحيك الكلمات غزلًا كما تحيك الحياكة خيوطها الصوفية في يديها. كما يعجنُ الخباز بيديه العجينة التي تمتلئ دفئًا. نتنهئ وننعم بهذهِ الكلمات الدافئة الغزلية. التي تتموج بالكثير من الحُب والمشاعر. ويا حظ من يكون لهُ هذهِ الكلمات التي تتغنج كثيرًا في الصفحات مغرورةً إن من كتبها غادة السمّان. يا حظ من أعلنت عليه غادة الحب ويتهنى ويفخر بكلماتها الناعمة المُثيرة، وسحر لغتها الجذاب الهادئ الذي يقع على راحة يدي القارئ. أيها القارئ صدقني سَتُصيبك لعنة الحب بسبب حروف ونسج كلمات غادة الساحرة على قلبك الرقيق فأحترس عزيزي القارئ من سحر غادة عليك.

تقول غادة في قصيدة واعطنا حبنا كفاف يومنا: أنا اخترتك — غادة إذا اختارتك يعني إنك ستكون حيًا في لغتها تتهني في قصيدتها تنعم بلطف كلماتها وبسخاء عطفها الذي سَتصبه كثيرًا عليك. قالت أنا اخترتك يعني أن تنام وتصحى على نغم الشعر والحُب والمشاعر الجيّاشة. اختارتك يعني إنك تغفو على كلمة احبك وتصحى على أريدك. وعلى الحنان الذي تُفكر بهِ فيك، وعلى حقلً مزروع بالألغام. كانت القسوة خطيئته وكان الكبرياء خطيئتها وكان الشعر من حظنا وسعادتنا.

قرأت لها الكثير من الأشعار في صغري وإنني احمل لها كتاب بين يدي يشبه الحلم، تناولت غادة أشعار من الحب والكثير من المواضيع العاطفية والشاعرية التي تنمو في صدرك وتحرّك طيوفك. لا شك إنها تجعلك تُفكر إنها قد تكون مجنونة بالحب وبالرجل ولكن سحر اللغة مع المرأة يوّلد البهجة والمشاعر الهاربة. كانت تتلاعب بالكلمات والحروف وتظهر لنا بأسطر تسقى بهِ زرع حَبّات نبات العشق، تُطهر القلوب ثم تَشعلها ثانيةً بِرقة الكلمة. ابدعت غادة وازّهرت اشعارها في صدري وبين كُتبي الصباح في الشتاء.غادة السمّان رقيقة الشام وكلماتها اليتيمة.

- نختم التدوينة بقصيدتها وأشهد ضدك أمام محكمة الليل

أجلس، وأتأملك

وأشهد ضدك أمام محكمة الليل،

وأحاكمك،

وأصدر الحكـم عليك،

وأنفذه بك في ساحة القلب

وأنت ما تزال تقلب صفحات مجلتك

وتتقلب فوق قرص الشمس

وترفع إلي نظراتك الاليفة

من وقت إلى آخر…

وتحدثني عن هيلا سيلاسي !…

وأظل غارقة في صمتي

وحنجرتي مغارة ملح:

أنفذ الحكـم بك!

حكمت عليك — وشهودي النجوم—

بالحرمان مدى الحياة من حبي …

وبالسجن إلى الأبد

في قفص حريتك…

…. وها أنا أتأملك للمرة الأولى بعين محايدة

بعد أن كانت حواسي كلها

حليفة لك ضدي

وكانت كلها

تتفنن في أداء الشهادات الكاذبة

لمصلحتك..

أتأملك بحياد

ولأول مرة، أراك حقًا !…

أنت مسكون بلا مبالاة رتيبة ..

وحتى حبنا الذي كان زلزالًا

حولته أنت إلى .. هدنة!!..

ثم أطلق الرصاص عليك،

في ساحة القلب،

— بينما أتأملك بصمت —

وأنفذ حكم محكمة الليل بك ؟ ..

وكيف أستطيع أن أغفر لك

أنك نقلتني من درجة الغليان إلى ما تحت الصفر ؟ ..

وكنتَ الضوء في جلدي

والشهقة الفرحة في عيوني

وكنت كل ما ما هو جميل ونبيل

وكل ما احترف التحدي ..

وكنتَ هاجسي وعقابي

وكنت أحمل لك في صدري حبًا

يستطيع أن يركض به قلمي

على السطور ، مضيئًا كمنارة..

وها أنا أجلس صامتة

كيف استطعت اغتيال صوتي؟ …

وكل ذلك الحب الملتهب

كيف استطعت

أن تحوله في فمي إلى قطعة ثلج متجلدة ؟ …

ترفع عينك عن مجلتك

وتنظر إلي دون أن تراني

ودون أن تدري

ان العقارب تغلي

تحت رمال ابتسامتي

وأنني أحقد عليك

حقدًا شاسعًا ومجيدًا

لأنك وحدك

وحدك استطعت

أن تقتل حبي لك !!؟

التقييم النهائي : ٦ من أصل ١٠ 💘.

تعليقات

المشاركات الشائعة