ما معنى الحياة بالنسبة لك؟
تقييم ومراجعة كتاب عن معنى الحياة للمؤلف ويل ديورانت وترجمة كنان قرحالي
- ما معنى الحياة بالنسبة لك؟
- ما الذي يجعلك تستمر في الحياة؟
- ما العون الذي تقدمه لك الروحانيات؟
- ما مصدر إلهامك وطاقتك؟
- ما القوة الدافعة لكفاحك؟
- ما الهدف منه؟
- أين تجد عزاءك وسعادتك؟
- أين تكمن حصيلة حياتك ملاذٍ أخير؟
تظهر هذهِ الأسئلة التي بدأت بالكتاب في الفصل الأول. يقوم ويل ديورانت بإرسال رسائل إلى مفكرين وعلماء ومثقفين من مختلف التخصصات لفهم وجهات نظر الإنسان من منظورات متعددة ومختلفة. وكانت تحتوي هذهِ الرسائل على أسئلة مستمده من رؤيته ودراسته من علم الفلسفة عن الحياة ومعانيها. يقوم المراسلون بالإجابة على هذهِ الأسئلة بأسلوبهم ونظرتهم الخاصة، ويقدمونها للكاتب. ويحللها ويل بطريقته الفلسفية، فنقرأ وجهات نظر متعددة مع الكاتب.
انتصار الإنسان النهائي ليس بهزيمة أعدائه إنما بانتصاره على ذاته.
«معنى الحياة» هو سؤال فسلفي عميق يثير التأمل في الوجود والغاية. وينظر إليه البعض بجانب ديني والآخر بجانب علمي، حيثُ تتعدد المفاهيم حوله. يؤمن البعض إن بناء العلاقات الإنسانية هو في حد ذاته فلسفة. ومع ذلك، يناقشنا الكاتب عن هذهِ الفكرة بإنها تلد الحياة والموت سويًا. كما ذكر “كلبته وولف”. كتاب عن معنى الحياة ونظرتها ولكل عالم أو مختص نظرة مُعينة ينظر بها خلال الحياة. ينقل لنا الكاتب العلوم والفلسفة في نظريات العلماء، مثلًا حينما يولد الجنين، الفيزيائي ينظر إليه على إنه ليس سوى حزمة من الجزيئات أو الذّرات بينما لعالم الانسجة فهو ترابط متقلّب للعضلات والعظام والأعصاب وإلى نظرة الطبيب فهو كتلة حمراء من الأمراض والآلام. هو جنين ولكن كل عالم أو كل شخص يتصوره بطريقته المختلفة.
كل شيء روحَّي يتحلل عندما يصبح سلعة أو عندما يظهر بصورة مُنفِّرة.
بعد الفصل السادس، أدرك المؤلف أن الفصول السابقة قد أزعجت القارئ. وكانت هذهِ نيته من الأساس، لأنه أمرًا جيدًا، حيث يستخدم ذلك ليجدد قدراته العقلية في التفكير.
الأخلاق دون الإيمان بالله ضعيفةٌ.
تعددت أفكار الآخرين حول الحياة وفلسفتها ومعناها. فنحنُ المسلمين نؤمن بوجودها لعبادة الله سبحانه وطاعته في الدنيا لكسب الآخرة. فيما ينظر الآخرون من عدسة التطوير والبحث والتقدم والصناعة والعلم. وهناك من يؤمن بأنها تجربة إلهية أو تجربة روحية. يحكي المؤلف دون تكّلف أو تعقيد، لا لغةً أو فكرةً. يرغب بالتحدث معك ببساطة وبدون تعقيدات، يتناول مواضيعه بلغة سهلة وفكر مبسّط، ولكنها تحمل عمقًا في الوقت نفسه.
أنا كاتب ومحرر، أي أتعامل بالكلمات وأؤلف بينها.
في الرسالة الأول تبين لنا غضب المرسل، ربما بسبب ضغوط أو ظروف تواجهه في فترة كتابة الرسالة، حيث يظهر الغضب والسرعة في الرد والكتابة.. بينما المرسل الثاني كان قد تأني في الكتابة وحلل كل الجوانب التي تضيء في حياته نشعر إنه سعيد و راضي ويبدو غير متأثر بالعوامل الخارجية. على الرغم إنه ذكر إنه يُفكر بضحايا الحروب والسياسة. لكننا نلمس الرضا في رسالته والقناعة والتفسير البسيط عن الحياة من نظرته. ويقدم لنا فكرة إن متاعب الحياة تعزز الصفات الإنسانية التي أكنّ لها الإعجاب الأكبر وهي الشجاعة ونظائرها. يمكن اعتبارها عل الأرجح إنها رسالة ملهمة تعزز الرضا والقناعة لدى المرء. يحفزّك الكتاب على التفكير والتحليل لِفهم الحقائق التي وردت فيه.
ولم أكتب وأنشر كتاباتي لإسعاد الآخرين، وإنما لإرضاء ذاتي، تمامًا كما تعطي البقرة الحليب؛ لا لتحقيق الربح لبائع الحليب، وإنما لترضي ذاتها.
بعد القراءة، شعرت بحالة صمت أطبق عليّ فجأة، وارتخت اعصابي، لأنني شعرت أن المؤلف قد منحني ما أحتاجه منذ. اللمسة الأولى لِغلافهِ الأسود. ولكنه تركني بشعور التفكير العميق في هذا السؤال؛ «ما معنى الحياة» لذا يجب أن أحاول أن أفسد إجابتي مرة أخرى حول هذا الموضوع، لأنني أمتلك نسخة عن معنى الحياة بأسلوب ديني أكثر. ويل ديورانت لم يتركني اذهب بعيدًا عنه.
متاعب الحياة تعزّز الصفات الإنسانية التي أكنّ لها الإعجاب الأكبر وهي الشجاعة ونظائرها.
في الرسائل والأجوبة، تجد بعض الأشخاص يستمتعون بحياتهم، وآخرون راضون، وبعضهم سعيد لكن غير راضٍ، ويوجد من يجد إنه السخرية تكمن وراء البحث عن الحياة ومعناها أو حتى فلسفتها. وهناك من يُفضل الحياة بالروتين الذي اعتاد عليه ولا يسعى لاستكشاف فلسفتها، والبعض ينصح ويل بتجنب هذهِ السخرية لأنه قد تؤدي به إلى أبواب مستشفى المجانين. وهنا ندرك إنَّ فعلًا لكل شخص نظرة مُعينة صغيرة جدًا ينظر بها إلى الحياة، والسائل يحاول فهم هذهِ الفكرة والوصول إليها.
إنَّ الدين والأخلاق متلازمان لا يفترقان.
أجاب العديد بأنَّ العمل هو ما يدفعهم للاستمرار في الحياة، في حين يجلب لهم العزاء والسعادة هي العلاقات الاجتماعية مثل العائلة، الأزواج، الأبناء، والأصدقاء، يعني أن العناء والتعب يمكن أن يكونان جزءًا من العمل، ويختفي شقاؤهم عند رؤية من يحبون من الناس. أظن أن هذا هو المنهج الذي ينبغي علينا اتباعه. يُظهر أن العلاقات الاجتماعية تخفف من عِبء العمل والجهد، ولا يجب أن تكون المجهودات الاجتماعية متعبة بشكل هائل. فالروح تأنس بالروح، ولأبد أن نسهم في تحسين الروح المعنوية.
لا وجود للأمل بلا إيمان.
في أكثر من رسالة، وجدت أهمية الدين في الحياة ويعبرون كُتّابها عن أهميته وكيف تغيروا من خلال الدين. شددوا أيضًا أنّ الدين والأخلاق لا يخلوان من سمات المرء.
تكوّنت شكوك في عقلي الرمادي عند بداية قراءتي للكتاب حيال إمكانية القراءة عن الفلسفة الحياتية وربما يكون احتوائها على فكرة الإلحاد وفكرة نكران وجود الله وما إلى ذلك. لكنني وجدت في الكتاب إنَّ فلسفة الحياة تبدأ حينما يبدأ قلبك الإيمان ويتجدد عقلك بوجود الله خالق الكون وما نوى سبحانه. لذا، تتجلى رسائل الكُتَّاب حول أهمية الدين وقيمته في حياتهم و ووجودهم الأساسي لأنهم يعتبرونه جزءًا من فلسفة الحياة الوجودية.
أنا لا أفهم كيف لإنسان مواجهة الحياة بلا الإيمان.
أجابنا المؤلف بسطر واحد عن سؤاله الفلسفي بعدما انتهينا من قراءة كافة الرسائل. بقولهِ ؛ يجب أن يكمن معنى الحياة في الحياة نفسها. إنه من نوع الكتب الذي لا تكفيه قراءة واحدة. كلما رغبت في كتاب يجعلك تُفكر أكثر اقرأ «عن معنى الحياة».
التقييم النهائي : ٩ من أصل ١٠ ➰.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌