الصعوبة الساذجة في مرتفعات وذرينج

تقييم ومراجعة رواية مرتفعات وذرينج للمؤلفة البريطانية إيميلي برونتي ترجمة بيت الأدب العالمي — لغتين 

قرأت العديد من التعليقات بخصوص هذهِ الرواية وأرى نجاحها الواسع عبر السنوات، والان انا احملها بين يدي لأنها من روائع الأدب العالمي. قصة لشاب وشابة يحبون الجلوس في المستنقعات وبَنُيت علاقتهما إنها اصدقاء أوفياء لبعضهما. ولكن بعد نضوجهما، أدركوا مشاعر الحُبّ الذي يجمعهما بشغف. ذُكر في المقدمة عن صعوبة فهم القرَّاء لهذهِ الشخصيات التي كتبتها إيميلي في منتصف القرن التاسع عشر، وإنهم واجهوا صعوبة في الاندماج مع القصة والشخصيات. ومن خلال نفس التعليقات، وجدت هذهِ العلة التي طرحتها المقدمة. وجدتها تحدي حتى أرى ذلك بنفسي، وأيضًا لا يقتصر الموضوع على القرَّاء فقط، بل يمتد إلى طلاب الأدب الإنجليزي يتحدثون بهذهِ الرواية. فما العلة في «مرتفعات وذرينج»؟ وما حال شخصياتها؟

بعد قراءة مئة صفحة، أكتبها الان أنني لم أندمج مع الشخصيات واعيش معهما أو حتي اتفاعل مع أحداثهم أو حياتهم أو ماذا سَيحدث لهمها. والعلة الحقيقية لا تكمن في الترجمة ولا القصة بل في اللغة نفسها، لغة المؤلفة كانت صعبة بعض الشيء، كيف اكتشفت ذلك لأنني اقرأ «غاتسبي» بنفس الوقت الذي اقر به هذهِ الرواية اجد «غاتسبي» سلسة اللغة واضحة، وحتى ترجمتها كانت واضحة جدًا لكن مرتفعات وذرينج كانت صعبة جدًا على الرغم انني اقرأها باللغتين بنفس الوقت لأنها من اصدار بيت اللغات الدولية. وحتى غاتسبي كذلك! فالعلة الحقيقة هي اللغة نفسها وبالطبع السرد الكثيف ساعدا في صنع بيئة التعقيد والتراكم وعدم الاندماج مع الشخصيات والحبكة المعقدة!

ينقسم الكتاب إلى ستة أجزاء، حيثُ يبدأ الجزء الأول بشخصية فضولية تتعرض للعنف والطرد. ثم سريعًا ننتقل إلى الجزء الثاني حيثُ تظهر شخصيات واعية وناضجة وقد تغيرت بسبب الأحداث التي لم اقرأها أو أنني لم أكن اقرأ بوعي كافي، فقد شعرت أنني اقرأ جزء ثاني لقصة ثانية تمامًا ليست بنفس الكتاب! لأن ربما قد يكون التحول المفاجئ في السياق قد أدى إلى صعوبة قراءة بقية الأجزاء. أو حتى أن تستمتع بالقصة فقط. السرد المُكثف كان أصعب عنصر في الكتابة. لا ادري هل احتاج ان اقرأها مرة ثانية أو بالأصل هي لا تستحق كل هذا العناء. حاولت مرة ثانية لقراءة التعليقات وقراءة القصة المختصرة ومشاهدة الفيديوهات عبر منصة يوتيوب، شروحات للرواية، ومع ذلك، لا تثير ارتباكي هذهِ الرواية المُعقدة! لا أدري ماهو المغزى الحقيقي خلفها! أنَّ شخصياتها متعددة ومتكررة الأسماء! ولم أجدها رومانسية أبدًا! فأنا اكتشفت الكثير من الحقد والأنانية والكراهية والسوداوية التي امتلأت بأوراق الكتاب. لو كانت هذهِ الرواية منهج دراسي لتحديت نفسي لقراءتها واحصل على العلامة الكاملة.

نجد الشخصيات مُقعدة جدًا وتتكامل بذلك علاقة الشخصيتين “كاثرين” و “هيثكليف”. ينغمسون في عوالم الحب والغيرة والانتقام، وكشف مشاعرهما لبعضهما، ويتجلى التعقيد المُربك في الأحداث والسرد وفي مرتفعات وذرينج التي كانت تطمح كاثرين لذهاب إليها حينما اشتّد المرض عليها وشعرت بمغادرتها وقرب رحيلها. أنا أثق إنها طالما وصلت لهذا التعقيد الشديد في مُخيلتي، فربما تكون رواية تستحق الاهتمام وتفكيك غموضها البسيط أو كما اسميّتها «صعوبتها الساذجة» وتحليل شخصياتها المُعقدة والتي تحمل نوايا خبيثة أو قد لا تحمل تلك المشاعر من الأساس. أو حتى قد تختلف نظرة الكاتبة في تفسيرات أخرى، فأظن أنَّ سَتكون لي قراءة ثانية لهذا الكتاب بعد فترة طويلة أن شاء الله.

تخيّل قارئي.. أن تقوم الكاتبة آذر نفيسي بدراستها؟

في الحقيقة لم أكن راضية تمامًا بالنسخة التي أحملها معي لأن لم يكن هناك مسافة تباعد بين الأسطر بين الكلمات. وشعرت وكأني في داخل صندوق أحتاج إلى إضاءة أكبر حتى أرى الكلمات وهذا ما تسبب لي بالانزعاج فعلًا ! لم تكن هناك مساحة تتنفس من خلالها الكلمات ويرتاح القارئ معها! بل كانت محشورة تحت بعضها حتى شككت إنها ستهرب من الأوراق. وبعض الكلمات كانت مفقودة أصلًا من الطباعة. أعتذر بشدة قارئي عن هذهِ التجربة السيئة التي حدثت معي لكن بالفعل هذا ما حصل. على الرغم إنها تجربة سيئة إلا أنني مستمتعة جدًا بالتحدي.

ولأنني أكره الوداع. فقد تأثرت حقًا حين وَدَّعْ “هَيِثْكليف” “كَاثِرين”! بِصَمتْ الغيرة والألم والشعور الذي لن يحياه بالسلام بعد مغادرتها. على الرغم من أن الرواية لم تجعلني أتأثر في البداية، إلا أنه في هذا المشهد كان التأثير بالنسبة لي واضحًا بالطبع! لأنني لا أطيق الوادع أبدًا. وللأمانة، قد استمتعت أثناء قراءتها ومحاولة تفكيك ألغازها. ومن الممتع أن تكون هناك محاولة ثانية لها، وكأنني لا أنوي أن أدعها ترقد بسلام. فالمحاولة في فهم الكُتب المُعقدة مرحلة مُسلية تغنيك عن الصِرَاعْات الدََاخّليْة.

The flash is her eyes had given place to a dreamy softness. The paleness of her face, and the strange expression resulting from her state of mind, added to the interest she awakened, But to me they’re unmistakable signs that her future was an early death.

لقد كانت أشد آلامي في هذ العالم هي آلام هيثكليف: فحياتي هي حياته. إذا خسرت كل شيء وبقي هو معي، فسوف أواصل الحياة، وإذا فزت بكل شيء وخسرته، فسوف يصبح الكون بأسره غريبًا عني. إنَّ حبي لإدجار أشبه بأوراق الشجر في الغابات، سيتغير مع الوقت كما يغير الخريف الأشجار. أما حبي لهيثكليف، فهو أشبه بالصخور الراسخة: لا يمنحني سوى القليل من السعادة، ولكنه ضروري لوجودي. نيللي، أنا هيثكليف إنه دائمًا في عقلي، وكأنه جزء مني.

هل سَنَقتل الناس على أعتاب أبوابنا؟

إلا أن رفيقي لا يطيق صبرًا ويقترح أن نركض في المستنقعات.

حيث كانا ينسيان كل شيء في اللحظة التي يجتمعان فيها مرة أخرى معًا. They forgot everything the minute they were together again.

أن المعركة قد قربتهما أكثر من بعضهما البعض وساعدتهما على التخلى عن قناع الصداقة والاعتراف بأنهما يحبان بعضهما البعض. I saw that the quarrel had simply brought their closer and helped them to put off the appearance of friendship and admit to being lovers.

أن الروح تسكن في أي من هذين المكانين. وفي أعماق روحي وقلبي أعرف أنني مخطئة.

كنت أفكر فيك أكثر قليلًا مما كنت تفكرين بي. A little more than you have thought of me.

حبس نفسه بين كتبه التي لم تكن يفتحها مطلقًا.

أوه، أتمنى لو أعود فتاة صغيرة! ليتني كنت في سريري في منزلي القديم! وصوت الرياح يدوي بين الأشجار الموجود بالقرب من النافذة! دعيني أستشعر ذلك - إنه آتٍ من المستنقعات!. Oh I wish I were a girl again! If only I were in my bed in my old home! She cried. And the wind sounding though the trees near the window! Do let me feel it — it comes straight from the moor.

افتحي النافذة على مصراعيها ثانيةً. ألا تريدين أن تمنحيني فرصة للحياة. حسنًا، سأفعل ذلك بنفسي.

التقييم النهائي : ٦ من أصل ١٠ ⛰️.


تعليقات

المشاركات الشائعة