من الشيطان في عالم د. مصطفى محمود؟

 تقييم ومراجعة كتاب «مقالات» الدكتور مصطفى محمود


قمت بشراء الكثير من أعمال الدكتور مصطفى محمود وأتعمد الركود والتأخير في قراءة هذهِ الأعمال. والسبب وراء هذا الأمر يعود إلى قدرتي الكبيرة في تذكر ما قرأته في كتاباته. وهذا الجانب المميز في كتب مصطفى محمود، لديها القدرة الفائقة على خلق أثرها طويل الأمد في ذاكرتي. وتجعلني أتذكر كل ما قرأته. وأيضًا بسبب قدرته اللغوية وأفكاره الناضجة في وصفها وطرّحها. بهذا أجد سهولة في تذكر ما يكتبه أو حتى المواضيع التي يطرحها. في بداية سنة ٢٠٢٤ الميلادية نخوّض رحلة خفيفة قصيرة مع الدكتور مصطفى محمود عبر مقالات مكتوبة ومنشورة وتم جمعها في كتاب واحد. نرى الربط المذهل في الفقرة الأولى والفقرة الأخيرة. وهذا الأمر يشجّعني لشراء المزيد من أعماله وقراءتها التي دائمًا تتميز بمواضيعها المثيرة للأهتمام. لِنشهد نضوج أفكار الدكتور معًا ونتعرف على الشيطان الذي يحكم.

في الشيطان يحكم، يعرض الدكتور أفكاره الحرّة التي تترصد في الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية والأفكار الغربية الأوربية والإسلامية. والظواهر الشائعة الفاسدة بما جرى في العالم في حقبته الزمنية لكننا نلاحظ هذهِ الظواهر حيّة الان تنبع في وقتنا الحالي.

أتساءل حقًا بعمق بعد كل قراءة مقال، ماذا لو كان الدكتور مصطفى عايشًا لزمننا الحديث وشهد كل ما كتب عنه وتحوّله للحقيقة وكأنه تنبأ به. لقد فقد الشيطان سلطته، لأن شياطين الإنس قادوه بأفعالهم وقدراتهم وصناعاتهم وأفلامهم وكتبهم وبرامجهم لتوجيه العالم عما يريدونه. قادوا البشرية إلى درجات أعلى مُخيفة تهتز من روعتها.

يتناول محمود مقالات عديدة عن الملل وعن الحياة وعن الشيطان وعن الدين وعن الوعي بالنفس وإدراك وقتك وقيمّتك.. ويقدم هذهِ المواضيع بعمق مع تحليلاته وآرائه الخاصة بها. وأكثر من ذلك فهو ضمّ العديد من المواضيع المطروحة التي من الأفضل بناؤها في سن صغير. أو سن المراهقة. مما يوفر للقارئ فهمًا أعمق وأكثر شمولية للمعلومات المطروحة. وانا بالفعل استمتعت بالقراءة ولو كان هناك بعض التكرار المزعج. وهو بالطبع طبيعي لأنه كان ينشر في المجالات والبرامج وهكذا وحينما تم جمّعها أصبحت متكررة. لكنها لا تفسد متعة القراءة. ولا تجعلها مرهقة.

ما يُثير دهشتي بالفعل في تجربتي هو أنَّ كلما انتهيت من القراءة ووصلت إلى الفقرة الأخيرة لا يأتيني إلا ذلك الشعور؛ أها جيد. فلمْ تكن هناك تلك الدهشة التي وجدتها في بداية قراءتي للمقالات. والكتاب جيد للأمانة ومسلّي والمميز فيه إنه ينتهي بسهولة. وسلاسة للمقالات. وسترى كل ما ذكره محمود في العالم، من أفعال سياسية وفكرية وثقافية واجتماعية. سترى كل ما قاله بالفعل.

لا يحتوي الكتاب على تعقيدات أو تفاصيل غير ضرورية تعيق التقدّم في القراءة. هو كتاب جيد ومسلّي وتربوي. ومبني بطريقة جيدة. تتيح للقارئ التقدم سريعًا من خلال الصفحات والمقالات البسيطة وأفكارها المبتكرة والمؤثرة على القارئ. الكتابة سلسلة. أفكار الكاتب ناضجة. يوضح الفرق بين الفكر الغربي والفكر العربي. الديانات. وتشابه العلماء في الأفكار الإلحادية. ومن الأفضل مراعاة السن يعني من ١٨ وما فوق بسبب طرح المواضيع الجنسية في المقالات الأولى وتأثيرها. قلت سابقًا أنه مُناسب لبناء المراهقين لكن بعيدًا عن الجوانب الجنسية التي تكمن في المقدمة. والطرح مجملًا مناسب وواضح.

أكثر مقال أحببته هو لغز الرقم ٧. كان هذا السؤال يتداول كثيرًا بيني وبين إخوتي. نسأل كثيرًا لماذا جعل الله سبع سموات طباقًا؟ لماذا سبع أبواب للجحيم؟ لماذا سبع ليالٍ عجاف؟ لماذا سبع ليالٍ سخّرت فيها الرياح المهلكة على قوم عاد؟ هناك المزيد من لغز رقم ٧ في القران الكريم. وكانت إجابة مصطفى محمود في المقال «يجب أن نتعرف أنه رقم له دلالة، وأنه رقم مهم وجوهري في بناء هيكل الكون وفي تكوين الإنسان. وأنه لغز يثير التفكير والتأمل». بالفعل يجب أن نفكر كثيرًا ونتأمل في الله سبحانه وتعالى وعن عظمة رقم سبعة في الخلق.

في حالة الرحلات السريعة أو مشاوير مدينة «الرياض» التي تستغرق حوالي ساعة ونصف، هذا الخيار يعتبر مناسبًا ومثاليًا. وبالإضافة إلى ذلك، فإنه يمكن أيضًا أن يكون خيارًا مثاليًا في أوقات الانتظار الطويلة حيث يمكن أن يوفر لك المتعة والتثقف. لذا، إذا كنت تبحث عن شيء يساعدك في قضاء الوقت بطريقة ممتعة وفعالة، فهذا الخيار قد يكون مناسبًا لك.

  • هذهِ صورة لفهرس المقالات مع التقييمات 📝



أمَّ الزعم الذي يدعيه ‏السينمائي «ما كافيجيف» بأنه لن يكون هناك سلام في العالم ‏إلا عن طريق الإباحية الجنسية فنرد عليه بأن الحيوانات تتصارع بالمخلب والناب مع أنها تعيش في إباحة جنسية مطلقة… ولو أنها كنت تمتلك وسائل الحرب الحديثة لاستخدمتها بدلًا من المخلب والناب.

إنَّ عدم الفعل يكون له في دورة الأحداث أثره مثل الفعل، والسكوت يكون أحيانًا أخطر من الكلام.

ما الإنسان إلا فسحة زمنية عابرة إذا قتلت لم يبقَ من الإنسان أيّ شيء.

القاتل لا يعلن الحرب على الآخرين إلا إذا كانت الحرب قد أُعلنت داخل نفسه واشتد لهيبها، وثار غبارها فأعمى العيون والأبصار.

المجرم هو دائمًا إنسان ينزف من الداخل.

كيف تستطيع إن تصادق الآخرين وأنت عاجز عن مصادقة نفسك!

اللقاء مع النفس شاق.

النقود تثيرك طالما هي في جيب غيرك، فإذا دخلت جيبك فقدت جاذبيتها.

لماذا كل هذا الملل؟ لأننا في عصر إفلاس القيّم.

ولكن التقدم ليس أن تنمو الأدوات، وإنما أن ينمو الإنسان. ليس أن يسيطر الإنسان على الآخرين، وإنما أن يسيطر على نفسه، على غضبه.

اقرأوا التاريخ لتعرفوا كيف كان على الأرض منذ ملايين السنين حيوان هائل ضخم كالجبل، يحكم جميع الحيوانات، اسمه الديناصور، ثم انقرض وهلك. والسبب أنه كان قويًا جدًا ومغفلًا.

سوف تتضاعف قيمة الوقت.

سوف تزاد الإمكانيات، ولكن سوف تتضاءل السعادة. وكلما ازدادت الإمكانيات ازداد الطمع. وكلما ازدادت السرعة ازدادت العجلة. وكلما ازداد الترف ازدادت الشكوى.

قل لي فيما تُفكر أقل لك من أنت.

لا يبلغ المرء السيّادة عن طريق العبّودية.

أن الشعور الديني لم ينتظر الكبت ليولد.

إذا وصلنا إلى داخل الإنسان أو إلى ماهية الأشياء فإنَّ اللغة تفلس تمامًا. ولا يعود لها دور. وفي أعماق الروح لا تعود اللغة قادرة على وصف المكنون الروحي والتعبير عنه.

وما أجهلنا على الدوام. وما أبعدنا دائمًا من الحقيقة. وما أقل ما نعلم. وما أقرب الفارق بيننا وبين أطفالنا في علمنا ومعارفنا.

كانت أول ثروة طبيعية للإنسان هي يده وحيلته. وعن طريق يديه صنع الأدوات.

— التقييم النهائي : ٦ من أصل ١٠ 👺.



تعليقات

المشاركات الشائعة