الثغرة الأدبية المصرية
تقييم ومراجعة كتاب أنت، فليبدأ العبث للمؤلف محمَّد صادق
![]() |
قمت بتصوير هذهِ الصورة في ممشى الملك عبدالله في الرياض |
آخ قارئي إنني في أوج متعتي الآن بسبب هذا الكتاب، إنه أتى في ملعبي وفي وقت فراغي. بدأت إجازتي الصيفية في نهاية شهر أبريل وبدأت في البحث عن كتب شهر مايو الجديدة، فبرز محمد صادق بين الكتب بروزًا رائعًا، فقلت أقترب لماما الآن.. هذا وقتك في شهر مايو. يتراكم فضولي عن ماذا يتحدث هذا الكتاب فقررت البحث عنه في موقع قوود ريدز وياليتني لم أفعل. ليت فضولي تبقى محشوًا داخل صفحات الكتاب عوضًا عن البحث عنه في الموقع. وجدت العديد من التعليقات السلبية والنقد اللاذع. فاستنكرت، لماذا كل هذا التهجم على هذا الكتاب المسكين؟ بالمناسبة هذا الكتاب من ضمن هدية إخوتي لي من مصر، يعني من بلد الأم للمؤلف. إلا واحدة تفعل خيرًا فتكتب نصًا من الكتاب صُعقت إنه بالفعل موجود! فقلت لا لا أستطيع تصديق ذلك حتى أنا أقرأه بنفسي. الظلم من صفات المسلم الغير تقي. وإلا يا قارئي العزيز إذ بي أجد هذا النص الذي أثار غضب القارئة فلم تتحمل وباحت به رغم عنها. فكيف كانت ردة فعلي؟
لا أعرف هذا الكتاب وتعرفت عليه من خلال التعليقات وتذكرت إنني كنتُ قد رغبت بقراءة روايته "هيبتا" لكنني أظن إنني تراجعت عن هذا القرار بعد قراءة هذا الكتاب. أرجو أن يكون قارئي فوق الثامنة عشر سنًا أو فوق العشرين لأنني ما سأحكيه الآن مثير للاشمئزاز من تفكير الكاتب. والذي يثير الخنق أكثر من هذا هو إنه منتشر ومتداول.. يارب.. إلهمني الصبر
روائي يقرر كتابة روايته بأسلوب مختلف وفكرة مختلفة، جَمَعْ العديد من الشخصيات الحقيقية في "الفيلا" الخاصة به وتعرف على أبطال روايته عن قرب. وحينما أقول عن قرب لا أعني من خلال الحديث معهم بل من خلال التعري. يصدمنا الكاتب بهذه السرعة بجزئية التعري هذهِ فلا تفهم ماذا يريد حقًا؟ وهل بالفعل قد تؤثر في القصة؟.. وقد ذكر أنَّ من وجه نظر المؤلف أنَّ التعري قد يجعل الشخص أكثر وضوحًا لأنه يشعر بالخجل نفسيًا وجسديًا.. وهو له الحق في مشاهدة أجساد عارية من الفتيات والفتيان. غريب هذا المنطق. دعني أكمل الفكرة، في سير الأحداث نجد أن الشخصيات لا تعلم ببعضها إلا في وقت متأخر. تدور الأحداث في محيط هذه الشخصيات وهي ستة شخصيات.
قلت أحداث نعم لكنني لم أفهم الأحداث التي وضعت هنا في هذهِ الرواية!
فكل حدث يقع بين شخصيتين ينتهي بهم في السرير، اغتصاب، خيانة زوجية، علاقات غير شرعية، زنا.
هذهِ أبرز الأحداث التي وقعت.. والكاتب يكثر من لحظات السرير بكثرة في الرواية لدرجة إنني ضجرت لأن لم تكن هناك قصة واضحة بالفعل!
شعرت بالاشمئزاز ونفرت من هذا الكتاب، إحدى الشخصيات التي شاركت في صنع الرواية تعرضت للاختطاف ثم الاغتصاب من قبل شخصًا آخر شارك معها في الرواية ولا يدركون هذهِ الفكرة. النقطة المثيرة للاشمئزاز لم تكن هذه بل كيف الكاتب كتب هاتين الشخصيتين لتخرج متلازمة ستوكهولم لكنها فشلت. حقًا فشلت!
دعني أوضح ذلك أكثر قارئي، متلازمة ستوكهولم هي ببساطة حينما يوضع المرء تحت في موقفًا ما ويجعله عاجزًا عن التصرف أو الدفاع عن نفسه يظهر في المقابل شخصًا يقوم بتعذبيه أو آسره، فترتبط علاقة بينهما. يعني الضحيّة يقع في حُبّ المختطف. وهي حالة نفسية وحتى تصل إن الضحيّة قد يُدافع عن المختطف، في حالة القبض على الآسر.
لمعت هذهِ الفكرة في رأس المؤلف فقام بإضافتها في قصته هذهِ الساذجة، فتظهر النتيجة بإنها فشلت وكل الأحداث والتوقعات وسيّر القصة كانت حماقة حقًا.
لأن في قصص متلازمة ستوكهولم تجد الضحيّة تقع تحت حب المختطف لأسباب متعددة وأولها الحديث المستمر بين الشخصيتين بعيدًا عن حالتهما. فهذهِ الشخصيتان في رواية "أنت" لم تكن إلا حالات اغتصاب مبتذلة ومتكررة دون الحديث! وهذا سبب لي الإحباط، يعني على الأقل كان من المفترض أن تنجح إحدى هذهِ التجارب في الكتاب!
وهنا نصل إلى منحنى آخر مثل لوليتا! وربما أخطى في دمج هاتين القصتين المختلفين لكنها ربما تحمل نفس المشاعر التي كانت ستصل قريبًا من الكاتب كانت رواية مثيرة والأسباب هي تلاعب المختطف بمشاعر القارئ فأصبحنا نرى أن لوليتا هي الشيطانة الصغيرة بينما همبرت هو المسكين! وهذا ما يفترض أن تفعله يا محمد! أتعبتني…
أعتذر.. يجب أن أكمل القراءة الغضب لا يناسبني..
هناك نقطة أخرى! هو قال بأنّ الشاب الذي اغتصب الفتاة واختطفها وحبسها هو في الأصل يملك ملامح نبيلة!
سيصيبني الجنون من هذهِ الرواية.
أتساءل بماذا كان يفكر المؤلف حينما قرر كتابة عمل مثل هذا؟
لماذا البذاءة والقذارة تتكاثر بهذا الشكل في كتابته وأحداث الرواية؟ لماذا كل ماهو محرم حللّه في كتابه هذا! حتى ولو التمسنا عذرًا - ونقول بأنّ الأعمال الأدبية والفنية لا يجب أن تمت بالمجتمع بصلة ولا بكاتبها لا ثقافةً ولا حتى ديانةً.
تبقى الرواية ضعيفة في كتابة بناء الشخصيات - لأن الشخصيات لم تتميز بالعمق أو حتى التعقيد الذي يمكن أن يجعل الأحداث أكثر تماسكًا، الهدف الرئيسي من القصة ليس واضحًا وهذا قد أثر عليَّ وشوشني في قراءتي، وما يزيد الأمر أكثر سوءًا هي فكرة الحبكة في النهاية - الذي لقنّي إياها المؤلف رغمًا عني، أقرأ هذهِ هي حبكتي الخاصة الرائعة المثيرة، هذهِ كل العناصر التي واجهتها أثناء قراءتي وقد أصيب وقد أخطئ لكنني لم استمتع، فقد كنت أشعر بالتثاقل في القراءة.
ولم يكن هناك عنصر تشويق أبدًا! يعني أنا اقرأ ثلاثين صحفة يوميًا فقط لأنني أريد أن أنتهي منه! ليس لأنه مثير للتشويق أو أرغب بمعرفة الأحداث، لا. أريد أن أنتهي منه فقط. إذا كنتَ قد اعتدت على قراءة تدويناتي السابقة، فسوف تفهم جيدًا أنني دائمًا ألتزم بقاعدتي الثابتة والمتمثلة في أنه كلما وقع كتاب بين يدي، أقوم بقراءته بغض النظر عن جودته. أنا لست مجبرة على فعل هذا، ولكن هذا هو إلتزامي. ليس دائمًا كل الكتب التي أقرأها جيدة ولكن، بالنسبة لي، هذا إلتزامي تجاه قاعدتي يعد أمرًا ثابتًا ولا يتغير. أن إلتزامي لهذه القاعدة يظل قائمًا.
أنَّ هذا الكتاب بلا شك يسحق هيبة القارئ بأصبعه، فما ذنبه ليقرأ شيئًا تافهًا عار على الأدب؟
حسب ما لاحظت، حينما انتصفت في الرواية، أظهر الكاتب المصطلحات العميقة في هدف الرواية وهو الموضوع الأول: التسيير والتخيير، والموضوع الثاني: الحرية والعبودية. لكنه لم يجيب عليها بشكل منطقي من خلال عناصره القوية وهي "الشخصيات" وتكوينهم وسير الأحداث. لأنه فقط يركز على الجنس والعذرية وقباحة الخيانات في العلاقات الحلال، لأنه لا يحب ذلك في عالمه. كل ما هو حرام مقبول في عالم "حازم". كانت الرواية عبثية من الدرجة الأولى ومتصلة بالاشمئزاز. لا أدري، هل كان بإمكانه كتابة شيء أفضل من ذلك، أو هذه بالفعل قدرته المحدودة؟ أو أنه لا يقرأ كتابًا أصلًا!
وماذا عن الشخصيات؟ هل كانت تلعب دورها بشكل جيد؟
في الحقيقة لا. أرغب في وصف الفكرة التي تبرق في رأسي عن هذه الرواية، وهي بالمختصر تلك النوع من الأفلام أو الروايات التي يكون فيها شخص لا قيمة له، يملك ثروة هائلة ثم يقوم بإنتاج فيلم وينجح هذا الفيلم في عقله فقط بينما في دائرة المنتجين هو أسوأ ما شاهدوه، هو ببساطة هذه الرواية. لم تكن الشخصيات لها شخصيتها المتفردة الخاصة ولها تطورات معينة وسلطة في حياتها، الأحداث تتوالى بسرعة حتى لا أتوقعها في ابناء جيلي. فقدان هوية الشخصيات وتكرار نمط حياتهم بينهما أطفى المعنى الحقيقي وأفقدها هويتها.
ماذا أتوقع من شخصية اغتصبت شخصية أخرى ولا يعلمون ببعضهم إنهم يعملون بنفس الرواية؟ ثم بكاء الشخصية بعد الاعتداء عليها وانتهاكها؟ .. الاغتصاب مرتبط بمرارة قوة الشخصية، المُغتصب وضعيف الشخصية هذهِ مشكلة كبيرة بالفعل!
ثم نقفز سريعًا لنرى ما مشكلة المؤلف مع العذرية؟
كتبت بقلم الرصاص خلف غلاف الكتاب في المقدمة. أنَّ الكاتب يُعاني من مشكلة مع العذرية أكثر منَّا نحن النساء أنفسنا.
بالفعل ماهي مشكلته؟ — أعتذر بوضوح شديد على التعقيب في هذهِ النقطة لكنها مزعجة ورغبت بالتحدث عنها. شخصية نسائية اكتشفت إنها تملك الغشاء المطاطي "بعيدًا عن صحة المعلومة طبيًا" وأخبرتها الطبيبة إنه لن يتعرض للتمزق إلا بالولادة! فأصبحت الشخصية كثيرة العلاقات بسبب هذه المعلومة. وبعدما تزوجت أنجبت، ثم الكاتب عاود العلاقات المتكررة في سير حياتها لكنه لم يتذكر إنها أنجبت وقد تمزق الغشاء والدليل على ذلك إنه ذكر في إحدى الفصول مكررًا أنَّ الشخصية تذكرت إنها تملك غشاء مطاطي!
حسنًا؟ وماذا بعد؟ ألم تنجب طفلة؟ يعني إنه تمزق الغشاء؟ فلماذا تذكرني بالموضوع ثانيةً بعد الزواج و الإنجاب وماذا يعني إنها ستخون ثانيةً مع ذكر الغشاء؟ وهو بالفعل ممزق بعد ولادتها بأبنتها؟
لا حول ولا قوة إلا بالله. هذا الكتاب سيمزق دماغي زيادةً على حرب الصداع التي في رأسي.
اخجل قارئي منك.. أخشى إنني قد استهنت بك.. وبوقتك الثمين.. فأعتذر نيابةً عن هذهِ التدوينة التي ترفض أن تكون كاملة.. كلما انتهيت من قراءة الكتاب تثقل الكلمات في فمي وحتى في يدي وترغب أن تبقى في داخلي.. فلا أفهم بالفعل ماذا أود أن أكتب عن هذا الكتاب؟ نقاط كثيرة ومبعثرة ولا تنوي أن تكون واضحة..
كنت أتوقع أنَّ هذا الكتاب سيدفعني للكتابة عنه بكثره فلا أتوقف ولكنني أعجز عن الكتابة! بعدما كتبت ألف كلمة تبعثر كل شيء! لا أدري أين البداية…
صادق كان ينوي أن تكون الرواية عميقة ذات قيمة ورؤية واضحة لمشاكل المجتمع إضافةً إلى مبدأ التسيير والتخيير فكرة جيدة لكن التطبيق ضعيف الكتابة سيئة اللغة ركيكة الأسلوب غير ملائم ومترابط مع الفكرة الرئيسية للرواية الحوارات غير أخلاقية ولائقة للأدب، قد أخذت الفكرة وقت طويل حتى تتبين معناها بشكل واضح ولكن أن عُدنا لسير القصة كاملًا فقد فشلت في إيضاح هذا المبدأ.
لا يوجد اقتباس مع الأسف.
— التقييم النهائي : صفر من أصل ١٠، توقف عن العبث أرجوك 〰️.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌