علم الاجتماع بلغة الألوان

تقييم ومراجعة كتاب الزنزانة الوردية للمؤلف آدم ألتر عن ترجمة مكتبة جرير


لا مستحيل، إنني أعود لكتب التنمية، وكأنني مذنبة!

حسنًا، يائسة جدًا لكنني سأقبل تحدي هذا الأسبوع بقراءة "كتاب علمي" — "تنموي ذاتي" خزعبلات جديدة ملونة هذهِ المرة بلون وردي والكثير من الإشادات حتى مجلة نيويورك تايمز! لنبدأ قارئي.. لا تزال إجازتي طويلة، وتتحداني أن أضجر وأغضب. هناك وعود كثيرة عن ظواهر نفسية وغرائب غير متوقعة وعادات معرفية غريبة، ونظرة خاطفة على الإدراك البشري. أخشى إنني لن أجد كلما كتبوا عنه. أخشى إنها خزعبلات وهراء جديد متكرر كما الأصفر والأخضر وكثير من الألوان… لكنني لن أخسر شيئًا مقابل قراءته… لنستعد سويًا.

وصلت للفصل الثالث وأنا ما زلت لم أفهم شيئًا مما قرأته!

واتضح لي أن المؤلف أخذ قصة الزنزانة الوردية ليبني عليها فرضيات ونظريات عن المجتمع والعنصرية والتصنيفات الاجتماعيّة والاقتصادية والثقافية، فظهرت النتيجة مبعثرة وغير واضحة، ولا تستطيع فهم على ماذا يرمي هو عليه بالضبط؟

يتنقل بين القصص بسرعة، وتضيع مني الفكرة الرئيسة التي كان يتحدث عنها فأجدني اسأل نفسي عن ماذا هذه القصة؟ .. كتاب غير واضح تمامًا.

يعرض المؤلف عدة قصص قصيرة ومتعددة إلى حد بعيد يصل لتلك الدرجة التي قد تتعرض لنسيان الموضوع بأكمله الذي كان يتحدث عنه. لا يأخذ النظرية التي يريد عرضها وتفكيكها وتحليلها بدقة على عكس يقوم بعرض عدة قصص لأشخاص آخرين ثم يخرج هذهِ النظرية من قلب قصة الآخرين.

في خلف الغلاف بخط صغير جدًا مكتوب "صحة نفسية"، ولكنني بعدما قرأته أجده إنها نظريات وفلسفات علمية غير مهمة حتى في الذات البشرية. أظن قد صُنِّف على نحو خاطئ! إذ كان النص مليئًا بالأرقام والإحصائيات. فعلى الكتاب السلام. وهذا ما فعله بي الزنزانة الوردية.

إضافةً على عدم وضوح المعنى والصورة الكاملة نجد أن الترجمة حرفية مُرهقة، هذهِ ليس من شيّم ترجمات جرير! لكن هذهِ الترجمة سيئة جدًا، وعقدت النص أكثر من تعقيد فكرة الكاتب نفسها.

استخدامه للغة خاطئ، إيضاحه للفكرة والمعنى مبهم، الوعود في بداية الكتاب مزيفة. فخرجت بلا فائدة لا لغوية، ولا حتى نفسية.

ولا أدري كيف اختبئت فكرة إنه تحدث عن الحجاب الشرعي عن المترجم، وترجمها بأنها غطاء الرأس الديني وممارسات العنصرية في هذا الموضوع.

كنت أمام وعود حقيقة في أخذ خطوة للقراءة والدمج في هذا الكتاب، تحمسّت كثيرًا من تلك السنة التي اشتريته في مكتبة جرير مع والدتي، في سنة ٢٠١٩م. وحرمّته على نفسي مدة طويلة، وقد قلت سابقًا في مرحلةً ما في حياتك تعرف متى يكون الوقت المناسب لكل شيء. وها هو الزنزانة الوردية يقول هو وقتي هذه السنة. فقررت قراءته. وأكثر ما توقعته هو أن يكون فعلًا في علم النفس أو حتى علم الاجتماع، لكنني لم أجد أي ممن وعدني به الكاتب أو حتى المقدمين؟ وجدت قصص كثيرة متكررة متعددة تضجرك في أثناء القراءة، وتنسى كل ما كان يريد أن يركز عليه.

كثرة الأمثلة والقصص تضيّع المعنى، تضيّع الجوهر، تفقد بريق الفكرة نفسها.

بعد عدة إحصائيات وعدة قصص وعدة نظريات مختلفة بين الثقافة الغربية والثقافات الأخرى مرورًا بالعنصرية في الولايات المتحدة والفروقات الاجتماعية حتى في داخل مجتمعات الولايات المتحدة بين الولايات الشمالية والجنوبية والغربية وغيرها. أخيرًا نصل للعنوان الرئيسي الذي فتحنا الكتاب لأجله، وهو فصل الألوان. بعد ستة فصول تدور في محور واحد. وبينما نصل للنقطة الأهم في الكتاب كله، نجد حقيقية الألوان وتأثيرها على النفس يختلف بين عدة ثقافات شعبية، يعني مثلًا من يعيش في الولايات المتحدة يفضلون اللون الأسود بينما هذا اللون غير شائع في كولومبيا ويعود السبب إلى إنه مرتبط بالأحزان والرسميات. يعني بالمختصر المفيد جدًا، كل الألوان لها تأثير في النفس بناءًا على الثقافة التي ولد فيها الإنسان. ويختلف أيضًا في مستوى التفضيل الشخصي.

بشكل حقيقي وصريح هو كتاب فارغ محشو بكلمات غير مفهومة، عندما تجد معلومة واحدة مهمة أو حتى صحيحة تجد الفقرات التالية صعبة الوضوح، وصدقًا لا أحبذ الكتب التي ترتبط بشدة في الإحصائيات والنتائج والنماذج العلمية، وكان الزنزانة الوردية تمتلئ صفحاته بكثير من الرسوم البيانية.

ليس كتابي المفضل، وندمت بشدة عليه، ولكن قَدَّر الله ما شاء فعل والحمد لله. المهم إني تعرفت على أفكار جديدة.


— التقييم النهائي: ٢ من أصل ١٠ 🎟️.

تعليقات

المشاركات الشائعة