٦٥ هراء — محمّر على الخفيف 🥘

تقييم ومراجعة كتاب اكستاسي للمؤلف عبدالهادي العشمان 

التقطت الصورة في طريق السفر مع العائلة لرحلة شمال المملكة وأشارك فنون نقش حناء 🫶🏽

أقدم أمتناني ثانيةً لأخي، على هذا الإهداء في عيد ميلادي العشرين مع مجموعة كتب لا أتذكرها ترتص بتماسك بين الكتب على مكتبي الذي تَقَدم بالسن، وبدأ يرتعش. 

لم أختاره. حتى حينما رأيته في مكتبة جرير بل ضحكت مع والدتي، وعلقت تعليقات كثيرة بشأنه، وتسألني والدتي عنه هل قرائته لتذميه بهذا الشكل؟ … فأجبت ببساطة؛ تصميم الكتاب نفسه، مهرج، فما حال المحتوى؟ 

في تخصصي ندرس تقديم الأعمال الفنيّة، وكيف يتم عرضها في مجلات إبداعية لتظهر بصورة رائعة ومبتكرة بعرض التصاميم. ومن خلال العملية هذهِ ننتقل للغلاف والعنوان وترتيب العناصر والمحتويات وعرض الأفكار ودمجها لتصبح إبداعية تقوم بخدمة الهدف الأساسي المطلوب من التصميم نفسه. عرض الفكرة أو حتى عرض مشروع كامل تفصيلي. 

إذ وصل بنا الحال المبالغة في تصميم الكتب وتجاهل محتواه فهذهِ حقًا كارثة نقوم بها! نحنُ القرّاء ونحنُ الكُتَّاب. لأنه الثقافة تبدأ من القراءة والكتابة والفكرة وليس التصميم. التصميم له غرضه الخاص. ربما يكون تصميم غلاف بسيط يليق بمحتوى الكتاب أو لا يقدم تصميم مجلات إبداعية بصيغة كتاب. لا تقدم لي كتابًا مرتبط بمجلة! 

مع العلم بأنَّ النصوص غير مترابطة أبدًا، يعني النص الأول في اليوم الأول -الذي لم أفهم ماذا يعني- غير مرتبط أبدًا بالنص الثاني. هي أشبهه بأفكار فقط وأفعال بديهيّة. لا أدري أظن المؤلف كان ينظر في السقف، وفكر بهذهِ الفكرة، وقرر عملها دون إدراك أو وعي بما فعل. 

يعني أسمح لي قارئي أن أبالغ قليلًا في وصف ما عشته، الغلاف والصفحات لونها أسود، وأتعبني هذا الشيء جدًا في القراءة والله! أوجعتني عيناي وكل ما قرأت استخدمت قطرة العين. ثم نأتي للفراغ التام بين الصفحات! آه هذا الشيء يؤذي القرّاء كثيرًا ويؤذيني أنا. هدر صفحات وهدر جهد وهدر طاقة، وحتى هدر لراحة عمودي الفقري! أقلّب الصفحات ولا أدري أين أضع عينيي؟ على النصوص ولا الأيام ولا الرسومات؟ 

الرسومات! آه مزعجة جدًا ووجودها مستفز حقًا. 

في أثناء قراءتي لهذا الكتاب كنت لم أنتهي بعد من كتاب مئة عام من العزلة، كنت أشتكي من سرعة الأحداث وتراكمها فوق بعضها البعض وعدم تنفس الأسطر بينهما، وكنت سعيدة رغم سرعة الأحداث لكنها على الأقل لم تبيض الصفحات أو تسّود كما حال اكستاسي — والعنوان؟ يعني زيادةً في الغموض.. والوعي الرهيب. 

وياليت المحتوى يستحق! ياليت النصوص أدبية فكرية، خزعبلات جديدة مثل أي كتاب تنمية، أو عفوًا.. مثل منشورات مواقع التواصل الاجتماعي! حقًا هذا ما قرأته! اخترته في قراءة الشهر لأنني أشعر بالجهد المتواصل مع دراستي، فقررت قراءة كتب خفيفّة حتى نصل لنهاية السنة إن شاء الله. وقررت قراءة شيء مضحك. فعلًا مضحك. 

ما الغرض من تقديم تصميم احترافي مع مستوى منخفض من الكفاءة والكلمات واللغة والمهارة. جذع الكتاب، أساس الكتابة بأكملها مهارة الكتابية! 

لا أشعر باليأس أو الغضب. بل بالضحك على المجهود… ماذا لو اجتهد مؤلفه في المحتوى بدلًا من التصميم؟ هل سيتم بيعه بنفس السعر؟ ولا يرغب في استرداد ما صممه؟ … 

أسئلة كثيرة في رأسي، ولأنني لا أريد هذا النوع من الوجع، سأنتهي منه، وأغلقه بهدوء شديد لأستقبل الشتاء بروايات أدبية، تغفر ما قرأت. 

تمنيت فكرة ضئيلة لو كان هذا التصميم المتجهد أن يكون لأعمال فنية، مثلًا صور أو رسومات أو حتى مشاريع إبداعية أو حتى دليل أعمال كامل لهوية بصرية لأنه حجمه ووزنه ووزن الورق مناسب جدًا للمشاريع الفنيّة وليست الأدبية التي تنبض بالكلمات! وربما هذا المؤلف المتفرغ قدم لي فكرة مذهلة في تقديم الهويات البصرية بهذهِ الطريقة مستقبلًا سَيصبح التصميم عالمًا إبداعيًا حقًا. 

أعتذر، ولكن هذهِ صراحتي. وهذا ما قرأته، وأعيد جملتي التي تغرق بها تدويناتي، لكل قارئ تجربة خاصة، تجربة فريدة.

— التقييم النهائي : صفر من أصل اكستاسي 🌑.

تعليقات

المشاركات الشائعة