من الإيمان إلى الشكوك

 تقييم ومراجعة كتاب حوار مع صديقي الملحد، للمؤلف مصطفى محمود 

حذفت المقدمة لأن الفقرات التالية ستكون قنبلة موقوتة، فالمقدمة لا تُضيف شيئًا بعد الذي قرأته في كتاب مصطفى محمود الذي سبب لي شكوك متعددة وأثار فورة الأسئلة التي “قد” تؤدي إلى دائرة الكفر بشكل لا نهائي. خسرت وقتي، وشَكَكَتْ كثيرًا، وفقدت متعة القراءة! كل هذا بسبب هذا الكتاب! وأنا الشخص الذي لا ينهار أبدًا ولا ينهزم من الكتاب الذي يقرأه لكن حوار مع صديقي الملحد سبب لي حقدًا في صدري.

جوهر مشكلة كتب مصطفى محمود هو عدم إكمالها اصلًا!! قضايا فلسفية أو وجودية مثل الإلحاد والإيمان. قضايا عميقة جدًا ولا يقتصر طرحها في إجابات قصيرة محدودة. والأسئلة التي يقدمها هذا الشخص في الكتاب، لا تكفيها إجابات قصيرة أو حتى كتاب قصير، فكيف ستكون هذهِ الرحلة العريضة أن تشفّي وتسدّ غاية في النفس! سواء للمسلم أو حتى للملحد؟

مع الأسف بدل ما يُجيب كتاب مصطفى محمود على هذهِ الاسئلة التي أثارها إلا إنها بقيَّت فعلًا في رأسي وأرغب حقًا في إجابات حقيقية دينية شرعية عنها!

الكتاب بالمختصر المفيد لا يؤثر على الملحدين بل يشكك المؤمنين أكثر، ومن خلال ملاحظتي اكتشفت أنَّ الحوار من طرف واحد وكأنها فقط فكرة في عقل المؤلف نفسه! مع العلم إنه أول كتاب لا يعجبني للمؤلف نظرًا لأنه لا يقوم بالإجابة حقًا عن الأسئلة المثيرة التي يطرحها، وهذهِ ستكون أول مشاكلنا في البداية.

سأذكر النقاط المهمة التي لاحظتها في الكتاب والتي أنا متأكدة من أن مصطفى قد أخطأ فيها 👇🏽

  1. السطحية في تناول الأسئلة العميقة:

قضايا مثل الإلحاد والإيمان لا يمكن اختزالها في إجابات سريعة أو شروح موجزة. تحتاج هذه الموضوعات إلى تحليل معمق ومناقشة متعددة الأطراف، بينما يبدو أن مصطفى محمود قدم وجهة نظره فقط دون الانفتاح على رؤى أخرى.

  1. الحوار من طرف واحد:

إذا كان الحوار يقتصر على المؤلف فقط دون تضمين آراء معارضة أو عرض حقيقي للتساؤلات من زاوية مختلفة، فإن ذلك يخلق انطباعًا بأن الكتاب يخدم فكرة واحدة مسبقة أكثر مما يحاول فهم الموضوع حقًا. نسمع أو نقرأ فقط لمصطفى مع عدم الاستماع للمحاور الأخر وهذا فعلًا مزعج! لأن مثل ماقدم سؤاله وأنت أجبته لابد أن يجيب عليك سواء كان راضي أو معارض.

  1. تأثير سلبي محتمل على المؤمنين:

عندما لا يجد القارئ إجابات مرضية للأسئلة المطروحة، قد يؤدي ذلك إلى شكوك بدلاً من تعزيز الإيمان. ربما افتقر الكتاب إلى العمق الفلسفي أو العلمي الذي يجعل القارئ يشعر بالاطمئنان تجاه الإجابات. مهما كنت متطمن سيثير هذا الكتاب الشكوك في داخلك! والسبب؟ لأنه لا يجيب عليها بشكل صحيح أو بشكل كافئ، ولأنه أصلًا -لنكن صريحين- هو غير مهيئا أن يكون مفسرًا دينيًا ولا حتى دارس الشريعة بشكل صحيح إضافةً على إنه يعتمد الصوفيّة في كتبه وقد قيل إنه تأثر بالفلسفة الصوفيّة. والحنيفيين يدركون محل مذهب الصوفيّة في الإسلام.

مصطفى محمود كانت لديه خلفية علمية، ولأنه يهتم بالعلم هذا لا يعطيه الحرية بأن يكتب أو يقدم كتابًا عن الدين الإسلامي والإلحاد بنظرة علمية معاصرة حديثة! فلو كان الأمر بهذهِ البساطة لتوجّهه الناس بعد العلم إلى الدين، والدين الإسلامي منهج كامل يحتاج التفرغ التام له نظرًا لأنه أعظم كتاب نُزل في الأرض. ولن أقول إنه لم يحقق توازنًا بين العلم والدين والفكر الفلسفي، بل سأحمله الذنب كاملًا على كتفيه لأنه قام بزرع بذرات الشك في عقلي! وكتب الدين الحقيقة التي تُجيب عن الشكوك لا يحتاج لها إلا العلماء المختصصين بالفعل في الشريعة فقط! إذ مناقشة بسيطة تبين الفروقات بين الدين الإسلامي والدين المسحيين نهى عنها الشيخ ابن باز لأنها تحتاج لشخص عالم بشكل كبير في الدين الإسلامي وأيضًا الدين المسيحي، فما بما يحدث هنا؟

قال إنه حوار مع صديقي الملحد، لكنني أجده لوحده يتحدث وكأننا ندخل في عقله ونشهد هذا الحوار والتردد المستمر والأخطاء المتكررة سواء في التفاسير أو حتى المغالطات التي وقع بها.

ومن ثم نصل لجزئية تفسير الآيات القرانية بالصورة الجنسية من أشبع ما قدَّمه هذا المؤلف الحالم! ربط موضوع المرأة بالإسلام إلى حالة جنسية لم تقدم في شريعتنا الإسلامية وهي مفهوم تحليل نفسي غربي وليست مفاهيم دينية أو ثقافية أصيلة في المجتمعات العربية الإسلامية ولم يذكر ذلك في ديننا، فكيف تقارنها في آية الكريمة في سورة النساء، فمن الناحية الشرعية والدينية، لا يمكن قبول هذا التفسير بشكل عام، لأن فهم القرآن يجب أن يكون متسقًا مع المبادئ الإسلامية التي تحث على الرحمة، والعدل، والمساواة بين الزوجين. في القرآن والسنة، يُحَثُّ المسلمون على العيش برفق ورحمة مع زوجاتهم.

المازوخية والسادية هما مفهومان نفسيان حديثان، وليسا جزءًا من التفسير الديني أو الفقهي للآيات القرآنية. وعليه، يمكن أن تكون محاولات ربط هذه المفاهيم بتفسير الآية في هذا السياق غير دقيقة وقد تثير الجدل مثلما فعله هذا الشخص!

بالنهاية، إن كانت هناك أي تفسيرات تقترح أذى أو تعذيب في العلاقات الزوجية، فإنها تتعارض مع الرسالة الرئيسية للإسلام التي تقوم على العدل، الرحمة، والاحترام المتبادل بين الزوجين ومسألة ضرب المرأة، لا يعني بالضرورة السياق الذي ذكره المؤلف.

أجهل حقيقي سبب تفسيره لآيات الله الكريمة بالموسيقى؟ إلا يخاف الله تعالى؟ وتعالى كلام الله الكريم، ذكر بيتين من الشعر وقام بتحليل إنه موسيقى تخرج منه التشطير ومن التقفية على الدال إلخ… ثم ذكر آيتين من سورة الضحى، وقال لا تشطير ولا تقفية في هذهِ العبارة البسيطة، ولكن الموسيقى تقطر منها، من أين؟ إنها موسيقى داخلية. لا أستطيع إدراك ما قرأت بالفعل! لا أدري عن الكم الهائل الذي يفهمه مصطفى بالفعل عن الدين الإسلامي! ووجدت مؤخرًا تحذير قديم للعلاّمة ابن العثيمين -مفتى المملكة العربية السعودية- رحمة الله، بقولهِ إنَّ يقينه أصبح رحلة يقين بالكفر، وأستغفرالله، بعد قراءتي هذا الكتاب أثبّت إنه لو بقى على علمه بدل التبهرج في الدين أكرم له وأفضل له بدلًا من التلاعب في التفسيرات الشرعية سواء في الدين أو حتى القران. وأنه لو بقى بعيدًا كل البعد عن الدين الإسلامي لكان معزةً له.

في بعض كتبه السابقة وجدت كمية كافية من ذكر التصوّف لكن لم يكن لها أثر كبير عليَّ! لكن حينما وجدت تفسيراته الخاصة في القران الكريم هنا اشتعلت غضبًا شديدًا بالفعل خصوصًا دمجهِ المستمر بين شريعتنا الإسلامية وتوافه الفلسفة الغربية! مثلما قال في ذكر آية من سورة القمر، تبارك الله وتعالى. إنه تشبه إشارات مورس التلغرافية!!! أعوذ بالله من غضب الله.

هناك العديد من النقاط مع الأسف لكنني لن أغطيها بشكل كافي، وتحذيري الشديد أبتعد كل البعد عن هذا الكتاب، لأنه من المؤكد سيزيد شكوكك كمؤمن وأنت في غنى تام عن العيش تحت فكرة دين إسلامي مختلط بفلسفات غربية، ولو أردت البحث فكتب ابن باز تقدم كل الخير في موقعه الرسمي

👇🏽

https://binbaz.org.sa/books

- ملاحظة، ينتقل بك الرابط إلى موقع الشيخ ابن باز -رحمة الله- الرسمي 🗝️ 

— التقييم النهائي: صفر من أصل ١٠ 📿.

تعليقات

المشاركات الشائعة