ثلاثة نساء، وثقافة مزدوجة، وأكلات هندية شهيَّة…
تقييم ومراجعة رواية قَبْلَ أَنْ نَزُورَ الإِلهة — للمؤلفة الشاعرة الهندية والأمريكية شيترا بانرجي ديڤاكاروني — ترجمة علي عبدالأمير صالح، مراجعة د. أمير إبراهيم العزب - إصدارات المجلس الكويتي الوطني أبريل ٢٠١٩
![]() |
صورة خالية من أيّ ملامح سنة ٢٠٢٥ 🪦 |
قراءة شهر فبراير سنة ٢٠٢٥ — رواية هندية 🇮🇳
لا أنسى تلك اللحظات الحميمية التي عشتها مع رواية قَبْلَ أَنْ نَزُورَ الإِلهة، أتذكر كنت في التاسعة عشر من عمري، وكنت اشعر بالحميمية الشديدة اتجاه كتبي، كنت استيقظ فجرًا لأعد كوب قهوة أمريكية، وأمارس فعل القراءة في غرفة المعيشة لوحدي، وعلى نصفي الآخر من جسدي بطانيةً حمراء دافئة، كنت أتذكر مشاهد متعددة منها بصورة ضبابية مثل الرماد الذي انتثر فوق الجبل. قرأت مرة في إحدى الكتب التي لا تحضرني الآن، أنَّ القراءة الثانية هي القراءة الحقيقة، التي ستكتشف فيها أشياءًا لم تجدها في قراءتك السابقة، ولأثبت نظرية هذا الكتاب، قمت باختيار كتاب قديم، قراءته وأحببته وأريد قراءته ثانيةً، وأتذكر أيضًا إنني قد كتبت في تدويناتي السابقة عن فكرة هذهِ السنة -٢٠٢٥-، إنني سأركز على إعادة قراءة كل الكتب التي قراءتها بشغف ملتهب ينتظر السنة. وها أنا أقوم بتنفيذ الفكرة، والحماس مشتعل جدًا، لأنني لم أكتب عن هذهِ الرواية، والآن أنا في الخامسة والعشرين من عمري، وأملك مدونة، ولدي بحرًا فائضًا من الكلمات والتعابير التي ستخرج معها. ونسيت، تقدمت في العمر وبالطبع تغيَّرت طريقة تفكيري، وطريقة قراءاتي، ويمكن عقليتي، فهل ستكون فعلًا مفضلتي حتى وأنا في الخامسة والعشرين من عمري؟..
متورمة عيناي من البكاء الشديد، ونصف رأسي ينبض جراء الألم من شدة البكاء، لا أعرف كيف يأتي هذا الألم.. ومع هذا الصراع الداخلي الذي أعيش به، انغمس في ثقافات متعددة، في كل مرَّة وكل رواية لأبد أن تظهر الثقافة الأمريكية بطريقةً ما، أم بالهجرة، أو الترحال، أو حتى التعلم، ولاحظت إنها تسيطر على العالم لا بل على الأدبِ أيضًا، سنكون في سرد روائي متعدد بين ثلاثة شخصيات، الجدة والأم والحفيدة، ونشهد العمود الفقري الرئيسي الذي ترتكز عليه الرواية، وننغمس في الحلويات الهندية البنغاليّة، سنتذوق هذهِ المرة الأكلات المختلفة المتعددة من المطبخ الهندي، هناك عشاء وهناك رائحة البطيخ المر، وفوق… في العليَّة أسرار، وعلى الرسائل قلق وفي الطريق الآخر هروب للولايات المتحدة… ومواجهات خفيَّة لحقائق صادمة. وسرقات تحاول تسد ثغرات مؤلمة.
تشدد علينا ديڤاكاروني برواية متعددة الثقافات وتبرز أنَّ تعقيد العلاقات بين الأجيال العديدة والممتدة من قارة إلى قارة، تحمل طابعًا ثقيلًا ورغم ارتباط العلاقات إلا أنَّ المفاهيم والنظريات اختلفت، واختلفت معها طرق التفكير والوجهات، إلا هناك نظرية مهمة مختلفة، على المرأة أن تتعلم في نشأة الحياة الاجتماعية الهندية. وماذا لو المرأة الهندية غادرت بلادها التي لأبد أن تعيش مع عادتها وتقاليدها في عصر مختلف. ماذا لو قررت ترك الدراسة واللهث وراء الأحلام الوردية “الحب”. ولو كانت في آخر جيل من طرح الأجيال الثلاثة.
جو سياسي مشحون، مطبخ هندي حارَّ مع الحلويات الشهيَّة، حزب سياسي في ساحة الجامعي، آخ أنها تذكرني بأشياء كثيرة؟ أشياء متكررة، لماذا لا تبدأ الرغبة في عيش الحياة الأمريكية إلا بعد كل هذهِ الأمور؟ بالتحديد في ساحة الحرم الجامعي!
مذهلة وتقطع الأنفس وتدخلك في متاهة شهية نوعًا ما، فتجهل في أيّ بقعةً أنت؟ .. وأظن هذا سرَّ ديڤا هي متاهتها المذهلة التي لا تستطيع البقاء على نمط واحدًا، فتخطف أنفاسك في رحلتها وتقطع بك مسافات طويلة، تشعرني إنها ذكريات تمرَّ بشكلً سريع!
سنستشعر بعض الارتباكات من قبل الكاتبة، نظرًا لأننا بصدد الإنصات إلى ثلاثة راويات، من مختلف الأماكن، وقد تتخبط معهن مشاعرنا، لكننا نجد متعةً كبيرة في المطبخ الهندي والبنغالي، وأسلوب الكاتبة المذهل في استخدامها اللغوي، وربما إنني تهت قليلًا بين جماليَّة اللغة المستخدمة وبين الترجمة المذهلة، ولأكون حريصةً أكثر يجب أن أصبر حتى أتمّسك بالقصة، فكل خيط منها يعود ليشدني لحدثٍ ما، فأتوه وتظهر علامات الاستغراب الشديدة على وجهي! وأفكر كيف سأصيغ هذهِ الرواية؟
كل شيء في الحياة يتطلب وقتًا طويلًا وصبرًا عريضًا حتى يتبين، لوحة تقوم برسمها، مشروعًا تعمل عليه، رواية تقرأها، مهما تهت في هذهِ المتاهة المزدوجة أجدني التفت لأمرً واحدًا وهو الصبر!
تأخذنا الرواية لشهيَّة المطبخ الهندي وأشدد على ذلك لأن الكاتبة جعلتني أشتهي الحلويات الهندي رغم إنني لم أتذوقها من قبل أو حتى ارغب بأكلها وانا أراها في البقالات الصغيرة، تشوقَّني وأيّ قارئ كذلك لتذوق الحلويات الهندية مع القصة المزدوجة ثقافيًّا، أخذت عضة من الحلوى التي بشكل المحارة، لون المانجو الشاحب جدًا ، الرائع جدًا. النكهة الرقيقة، الكريمية للفاكهة والحليب، والسكر والزعفران امتزجت وانصهرت على لساني. إنني اشعر بالتوق الشديد لتذوق كل ما ذُكر من لذات في الرواية! وتأخذنا هذهِ الأكلات والطبخات الشهيَّة إلى آخر جيل، تمكنت من أن أقطّع اليقطينة إلى نصفين مسننين. إلا أن جرف أحشاءها الليفية، المليئة بالبذور يبرهن على كونه تحديًا. بعدها يتعين عليّ أن أقشرها وأعرضها للبخار إلى أن تغدو لينة إنما ليس طرية جدًّا. عليّ أن أقليها بسرعة في قليل من الدهن إلى أن تصبح ذهبية، وأثخنها بصلصة قوامها الدقيق (من دون كتل، حذرتني أمي)، وأتبلها بأوراق الكزبرة المقطعة تقطيعًا دقيقًا بصورة كافية كي تناسب معاييرها.
قصتنا تحوم حول ثلاث نساء كما قلت، وواحدة منهن تبدأ مسيرة حياتها الأكاديمية معنا لكنها اختارت العيش بطريقة مختلفة عن الحياة التي تمتنها مع راچف، الرجل الذي اكتشفت مؤخرًا إنه ضعيف، ولا يستحق ولكنها كانت واثقة في زمن قديم بأنها ستجعله سعيدًا لأنها الشخص الوحيد الذي يستطيع أن يفضي له بمكنونات قلبه.
كلما أتنفس ببطء ينتقل السرد لروائي آخر، رغم إنني ارتبك أحيانًا إلا إنني أستطيع السيطرة على سيَّر السرد، مذهلة فعلًا وتذهلني في كل مرة.
من مميزات التنوع الثقافي والاجتماعي، لأننا سنكون مع الخدم و الأغنياء، تركز الكاتبة في إحدى شخصياتها على أهمية تعليم المرأة ونجاحها وعملها، لتحقيق حياة كريمة، فنجدها في رسالة تشدد عليها وتحافظ على فكرتها، مثلما قالت «حين تكونين فقيرة وسيئة التعليم، كم تكونين عاجزة عن قراءة العالم. كل ما تعرفينه هو مكانك فيه: هناك قريبًا من الحضيض.» — تذكرها فتعيد كتابة الرسالة، لتعيد النظر في صياغة الفكرة ثانيةً
كيف تصيغ هذهِ الفكرة وتحشرها في ورقة بيضاء وتدخلها في عقلها لتدركها، أن تصبح المرأة بلا تعليم؟
لأكون صادقة، واجهت صعوبة في صيد السارد! لاحظت تداخل شخصيات متعددة مما سبب لي ضجر وعدم وضوح المحتوى الذي أمامي، لا شك هذا السبب الرئيسي الذي جعل الرواية تنجح، لأن طريقة السرد بوتيرة سريعة ومتجددة جعلها مختلفة عن الرتم الذي اعتدنا عليه في الروايات، أتذكر أنني واجهت بعض الصعوبات في قراءة رواية حياة الكاتب السرَّية لكنها لا تشبه سرعة وتيرة هذه الرواية،
لدينا بيلا التي تبحث وتفكر في كل العوالم الضائعة في داخلها وصدرها الذي ينبض في داخل قلبها بعد رؤية الساحر، وطريقته في إغواءها بأنَّ كل شيء يبدأ من القلب وكأنه يتكور تحت النيَّة. وسابتري التي تعرق جبينها جراء هذه الوصفات والحلويات الشهيَّة، هي لا تستطيع أن تغلق محلها لأن البنغاليين يريدون حلوياتهم، والتي كانت تكره التكلّف في السلوك، وتحب أن تختلي بنفسها في أغلب الأحيان، لهذا لم يكن لديها صديقات. وننتهي أخيرًا بتارا، آخر جيل، فتبرز معها الملامح الأمريكية المتشبَّعة، تستنكر وتعتاد ولكنني كقارئة مسلمة عربية ترفض هذهِ النقطة وبشدة في فصلًا معينًا، وكأنه مستنقع جديدًا في الرواية. وبصدق لم يغيَّر أيّ شيء في القصة. عدا في حياة "بيلا" — نشهد تارا، وفجوتها التي في صدرها، ترتب الحقيقة وتكشف ستارها في طيَّات السرقات.
أثرَّت ثقافة الكاتبة على الرواية بشكل كبير وهي الثقافة المدمجة بين الأمريكية والهندية، فتشبعت روايتها بتفاصيل حمل الهوية المزدوجة، حيث كانت هناك ملامح أمريكية وشخصيات بهويات هندية، أضاف هذا المزيج لونًا جديدًا في الرواية ممتعًا، لأننا سوف نرى الثقافتين تندمج سويًا من خلال الطرح.
تملك أسلوبًا لغويًا مذهلًا.. ولا أدري إذ كانت الترجمة الجيدة مساعدها لذلك أو هذا من النص الأصلي نفسه، تردد صدى كلماتها في داخله كما لو أن جسمه غرفة هائلة، خالية. وبالمناسبة هذهِ ليس قراءتي الأولى للمترجم الكريم علي عبدالأمير صالح، فقد كان العنصر الأساسي في الترجمة العربية لكتب آذر نفيسي، كاتبتي المفضلة. وأظن إنه سيكون مترجمي المفضل.
عندما أنتثر رماد سابتري، الشخصية الذي اندمجت معها، بدأت متاهة ديڤا تحصرني في فهمي للجيل الجديد القادم الذي خلفته سابتري، فأكون في الماضي ثم الحاضر بعد المستقبل السريع!
نكتشف مؤخرًا مدى تأثير الثقافة المزودجة في الرواية أو على الأقل عالمها الأخير فتدخل لجانب آخر تالف ويظهر ذلك بسبب الحياة الأمريكية التي كانت تتحدث عنها بيلا مع هروبها لرجل أحلامها، فتظهر ثانيةً أكبر عمرًا وأسواء حالًا، وينتهي بها المطاف في شقة صغيرة غير قادرة على أن تتحمل تكاليفها، ومن ثم يظهر الجانب التالف في الرواية، "الشذوذ".. آخ قد مشينا مسيرة حافلة ومذهلة وقطعنا شوطًا مختلفًا في كل مرة أقف فيها آخذ نفسًا، لماذا جعلتني أواجه هذهِ المحطة التالفة؟ … وهنا نقف في محطة ستجعلني أتجاوزها ببساطة ولكنني لن أنساها في النهاية.
دائمًا ما تبدأ الحياة الأمريكية من مرحلة الجامعة، من مرحلة الشعور بالمسؤولية والجموح للحرية بخلطها مع مسائل سياسة. لأيّ حزب سياسي تنتمي؟ فأمريكا تحشر كلا الطرفين.
سمحت لنفسي بكتابة كل الاقتباسات التي اعجبتني ولأنني بالفعل أراها تستحق وضعتها كلها، سواء بلغتها المذهلة أو حتى بمعناها الفلسفي. وفي الفصل الذي لم أحبذه أبدًا، كانت هناك جمل كثيرة رائعة ولديها سمة معينة، مثل جملة وددت أن أكرهه. في هذا الفعل بالجملة وكأنها بلطف متخبي برغبة مميتة صادقة. وبينما نجد أن الجمل القصيرة فيها أكثر من معنى شاعري، هناك أيضًا جُملًا طويلة يطويها طابع فلسفي لذيذ يذكرني بالأدب الروسي، «غير أن الاستياء الذي كان يتوق للهرب منه عاد واستقر على كتفيه حالًا، مثل رماد على معطف رجل يشاهد بافتتان مبنى تشب فيه النيران. تاليًا، إنه يستخدم الفرشاة مرارًا كي يزيل الرماد، لكن لا جدوى، فالمعطف تلف لا محالة.» مذهلة جدًا.
ختامًا، سعيدة جدًا بقراري هذا، وإعادة قراءة الكتب فكرة شهية، تثير لحظات قديمة عشتها مع الكتب وطريقة تفكيري آنذاك، حتى مع كتابة ملاحظاتي الشخصية، ذهلت وتعجبت وشكرت نفسي على هذهِ الفكرة، وممتعة فعلًا حتى لو لم تستعد لشراء كتب جديدة، وبالفعل القراءة الثانية تكتشف فيها جوانب أخرى لم تشهدها في قراءتك الأولى.
ثمة صمت في الطرف الآخر، وهو موجع أكثر من أي كَمٍّ من البكاء.
من دون تعليم، لا تنالْ المرأة إلا فرصًا قليلة للوقوف على قدميها. سوف تكون مرغمة على المراقبة من الخطوط الجانبية بينما يتمتع الآخرون بالحياة التي حلمتْ بها.
العيون بمستطاعها أن تكذب.
الناس يزدرون المرأة غير المتعلّمة. لديها خيارات قليلة. كي تبقى على قيد الحياة عليها أن تتحمل المعاملة السيئة. يتعين عليها أن تعتمد على عطف الغرباء.
البنات الصالحات مصابيح سعيدة الحظ، تُنير اسم الأُسْرَة.
إن كنتٍ غير متعلّمة، الناس سوف ينظرون إليك بعين الاحتقار.
مرّت الأيام. كم عددها؟ من الصعب أن يتعقب المرء هذهِ الأمور الدنيوية حين يكون الواحد متوازنًا في داخل حكاية من حكايات الجان.
حين تكونين فقيرة وسيئة التعليم، كم تكونين عاجزة عن قراءة العالم. كل ما تعرفينه هو مكانك فيه: هناك قريبًا من الحضيض.
القناعة أربكتني. كان هذا شيئًا أنجزته وحدي، من دون أن أعتمد على أيّ فرد. ما من أحد كان قادرًا على أخذه مني.
في أول مرة تضرب فيها طفلك بكل ما أُتيت من قوة، تريد أن تؤذيه، تتغير الأشياء كلها.
كانا يستندان أحدهما على الآخر. كانا وجهاهما يلتحمان معًا مثل كوكبين متصادمين، ويتبادلان القبلات.
لكن ما هذهِ المسألة المتعقلة بتمني المستحيل؟
يمكنك أن تتذكري أيّ شيء إن أنتِ استخدمتِ قلبكِ.
لا أحتاج إلى رجل كي يقول لي ما أنا عليه.
من يضحك الضحكات الأخيرة يضحك طويلًا.
مسافة قصيرة تجعل القلب يغدو مغرمًا أكثر.
كيف يستطيع أحدنا أن يخرج ماشيًا من الباب دون أن يحس بأنه ترك وراءه شيئًا كان قد اعتنى به.
وددت أن أعبّر عن مخاوفي، وأن أتخلّص منها بوساطة الضحك.
مدّ وجزر، مدّ وجزر، حياتنا جميعًا. ألهذا السبب نحن مفتونون بثبات الكواكب؟
قلبه لم يكن يتأتئ ويتلعثم بالطريقة التي كان يفعل فيها دومًا حين يوشك أن يراها. قلبه، الآن، تحوّل إلى مجرد عضلة، عُهدتْ إليها طوال ما تبقى من حياة بيپين بيهاري مهمة الضخ متبلد الحس.
كيف يقدر المرء أن ينسى اللحظة حين تتداعى حياته؟
إنه الإعجاب في عينيك. لقد جعلني أؤمن بأني قادر على القيام بأشياء عظيمة.
يا للهول، يمكنك أن تتعرف على شخص أعوامًا عدة، معتقدًا أنك تعرفه حق المعرفة. ومن ثم بغتةً يفعل شيئًا ما يُظهر لك أن هنالك طبقات في شخصيته لم تشك فيها قبل.
الشحاذون ليس بوسعهم أن يختاروا.
لا تضيَّع شيئًا، كي لا تحتاج إليه في المستقبل.
عليك أن تصرخي وأن تطلقي ما يعتمل في داخلك من ألم ولوعة، وإلا فستصابين بالجنون. لن أجن. لي ابنة ويلزمني أن أنشئها.
أنتِ لا تعرفين شيئًا ماذا يتطلب منا كي نبقى أحياء في هذا العالم.
شيئًا ما يساعدها في الخيارات التي يجبرها العالم عديم الشفقة على اتخاذها.
لم أندهش. الناس يحبون الاستماع إلى بؤس الناس الآخرين. متجاهلين التفكير في حياتهم البائسة.
إنَّ كوني قادرة على النسيان هي مهارة رفيعة.
الشيء الجيد لا يدوم طويلًا.
الأبناء. كيف يستطيعون أن يمزقوا حياتك إربًا إربًا بكلمة واحدة.
إنَّ عقل الإنسان شيء خائن.
ما الشيء الأكثر إيلامًا؟! أهو الماضي الذي اتخذ موضعًا غير موضعه أم المستقبل الهارب؟! لا أدري.
من السهل أن يشتبك المرء مع مشكلات شخص ما لكن من الصعب أن يتخلّص منها.
العالم لا يكف عن إثارة الدهشة. كيف نسيت ذلك؟
«إن العيش معك»، أضاف قائلًا بحزن «أشبه بالغطس ببطء في الوحل».
يعذبني الشك لكوني لا أنتمي إلى تلك البقعة من العالم.
غير أن الاستياء الذي كان يتوق للهرب منه عاد واستقر على كتفيه حالًا، مثل رماد على معطف رجل يشاهد بافتتان مبنى تشب فيه النيران. تاليًا، إنه يستخدم الفرشاة مرارًا كي يزيل الرماد، لكن لا جدوى، فالمعطف تلف لا محالة.
الندم هو عاطفة بلهاء.
ما طبيعة الحياة؟ شيء يفضي إلى شيء.
«تذكري فقط أنَّ الأمر يحتاج إلى اثنين كي يشتبكا». «تانغو»، قلت بتذمر «يحتاج الأمر إلى اثنين كي يرقصا التانغو».
إنه شيء مثير للسخرية، كيف تمكث الأشياء في حياتك بعد أن يخرج منها الناس.
إنَّ خطأين لا يصنعان شيئًا صحيحًا.
إنَّ الرحيق المتأخر يتحول إلى سمّ.
الثرثرة تغرق السفن.
أنَّ العدو في الوطن أخطر من أي عدو خارجي.
إنَّ السرقة لن تعيد إليك أيّ شيء تشعرين أنك أضعتِه.
أنه حين يستدعي الناس أمهاتهم حين يتداعى عالمهم.
الألم يدفعنا إلى الجنون. كل ما نبتغيه هو أن نرمي فحمه المشتعل أبعد ما يمكن، من دون أن يخطر ببالنا في أيّ شيء يمكن أن نضرم النار.
كانت مذهلة مثل الليلة الأولى التي قراءتها فيها وأنا في التاسعة عشر. لا زالت تبَّرق كالنجم المتلألئ.
— التقييم النهائي: ٩ من أصل ١٠ 🇮🇳🍛.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌