تجربة قراءة كتاب باللغة الألمانية 🇩🇪

كلما تعلمت لغة جديدة، أصبحت إنسانًا جديدًا

صورة غلاف الكتاب 

  • البداية:

كانت واحدة من تلك الأحلام الكبيرة أن اقرأ كتابًا بلغةً ثالثة. 

ولله الحمد والمنّة تحقق ذلك بفضل الله العظيم، ليس لمجرد الأحلام بل عملت لذلك حقًا واجتهدت في تعلم اللغة يوميًا! كانت تجربة القراءة للغة الثالثة! 

مذهلة، شيّقة وجريئة بعض الشيء! 

نظرًا لأنني في المستوى الأول، ولكن هذا لم يمنعني أو يعطّل حماسي إتجاه القراءة، حتى لو لم أفهم بعض القصص أو بعض الجمل إلا إنني كنتُ لا أتجاوز الدرجة الثالثة من الخامسة في الاختبار لنهاية كل فصل في كل قصة وفي آخر فصل حصلتُ على درجة واحدة.

وهذه الحركة شيّقة جدًا تساعدك على تحقيق مستواك بالفعل! 

أحيانًا شككتُ في نفسي في إنني لم أستطع تجاوز التعلم، آخ وأحيانًا أخرى أجد صعوبة وتعقيد في اللغة نفسها! 

فأجلس أشتمّ الألمانيين على اختيارهم لهذه الكلمات والجمل المعقدة لمجرد التفكير فقط! 

لكنني فعلتها! 

وسأفعلها ثانيةً، الخروج عن المألوف وعن دائرتك المريحة والوقوف على عتبة الطريق نشوة ساحرة! 

ورجاءًا أقصد بذلك عن الكتب ليس بالفعل نقوم بشيء خطأ لمجرد شعور النشوة. 


  • كيف كانت التجربة؟ 

إذا سألتني عن القصص نفسها سأقول إنها عادّية جدًا، تحكي عن مواقف أشخاص تحدث معهم في الحياة اليومية يعني لم تكن هناك إثارة الروايات أو تعقيد تفاصيل أجاثا كريستي، أو أسلوب فلاديمير نابوكوف المستفز ولا حتى نعومة هاروكي موراكامي. 

هو الكاتب فعل ذلك فقط ليعلمك الحياة الطبيعية الواقعية في اللغة الألمانية وكيف يتحدثونها وكيف تكون تركيب الجمل وإلى آخره. 

يعني لا تتوقع قصة مشوقة وعالية الجودة. 

  • أمَّ بالنسبة للغة! 

آخ، بيني وبين نفسي الثانية أعاتبها على إختيارها للغتها الثالثة الألمانية! 

لكنني أحبها بالفعل، وعندما تحب شيئًا ستغفر له مدى صعوبة لغته أو حتى قواعده العصبية! 

مستوى الكتاب A2 إلى B1  بتحديد مستويات الأوربية. 

وأنا في بداية A2. - لهذا حكمت على تجربتي أنها الوقوف على عتبة الطريق، لأن من المفترض أن يكون المستوى كامل للأنتقال إلى المستوى التالي، وهذا بالفعل لم يمنعني أكملت وقبلت التحدي وبالأخير تعلمتُ كثيرًا ودونتُ كثيرًا من المفردات الجديدة. 

لغة معقدة جدًا وصعبة وغاضبة طيلة الوقت، 

لكنها محببة لدي، أظن لأنها تصف نصف شخصيتي؟ 

لا أدري صدقًا لكنها تجربة ثريّة حقًا.

  • محتويات الكتاب. 

مقدمة عن الكاتب الذي يتحدث أكثر من ستة لغات، ثم بعد بذلك نصائح عظيمة لإتقان أيّ لغة من خلال قراءة القصص "لهذا قمت بقراءة الكتب الألمانية حتى مع عدم فهمي". 

ثم نبدأ في ثمانية قصص قصيرة تتكون من ثلاثة فصول ولكل فصل ينتهي مع خمسة أسئلة توضح مدى فهمك للقصة مع وجود ملخص بسيط للفصل كامل قبل الاسئلة مع ٣٢ كلمة في قسم المفردات مترجمة باللغة الانجليزية. القصة ليست مترجمة، بل بلغتها الأصلية. 

أحيانًا تستطيع أن تغش من الملخص وأحيانًا لا تجد رابطًا بينهما، "على الأقل من وجهة نظري"! 


  • متى بدأت بقراءة الكتب فعليًا بعد التعلم؟ 

أتعلم الألمانية من مدة طويلة لكن ليس بشكل متواصل فقد نسيت بعض الكلمات وإلى ذلك. لكن إذ حسمنا الأمر من الوقت فعلي فهو من تاريخ نوفمبر ٢٠٢٤، وبدأت القراءة في أغسطس ٢٠٢٥ 

مع أخذ الاعتبار خلال هذه الفترة الزمنية ٩ إلى ١٠ شهور، أتعلم يوميًا من ثلاثة تطبيقات -سأكتب تدوينة أخرى بشأن التطبيقات أن شاء الله- مع دروس في اليوتيوب وكتابين لتعليم اللغة، لا أظنه تقدمًا لكنه جيدًا بالفعل حينما شرعت في القراءة أدركت مستواي حينها.


  • كيف كانت التجربة الكلية في تعلم اللغة الثالثة؟ 

والله مذهلة جدًا، سواء في أيّ لغة، إلمانية أو إنجليزية أو غيرها، تعليم اللغات بشكل عام مذهل ويفتح آفاقًا واسعة كما القراءة، تتعلم عن ثقافة مختلفة تمامًا عنك! 

فعاداتنا السعودية مختلفة عن العادات الألمانية حتى الثقافية، وهذا جيد وحتى لو قارنت بينها وبين الإنجليزية! وهذا أمر ممتع جدًا أن تكون تفكر بلغات مختلفة ولديهم خلفياتهم الخاصة وعاداتهم وتقالديهم.


  • المستويات: 

بالمناسبة، الكتاب لا يقدم لك الانتقال للمستوى بشكل سريع، فهو يقوم بإعتماد الطريقة العشوائية بعض الشيء، لأن هناك بعض القصص واضحة جدًا وهناك قصص تحمل كلمات جديدة كليًا، فالكاتب لا يعتمد تصوّر لمستوى معين، يدمجهم سويًا وعليك ملاحظة ذلك بنفسك. وهذه فكرة جيدة، لأن أوّل قصتين تطمئنت وشعرت بأنني سأفهم بقية القصص لكن في القصة الثالثة شعرت بالخوف لعدم فهمي وهنا لاحظت إننا انتقلنا إلى مستوى أعلى. وهذا حقًا ممتاز لمعرفة القارئ أو المتعلم أن تكون له خلفيةً عن المستوى التالي. 


  • المفردات والكلمات: 

من الجوانب المميزة في كتابة وتنظيم -أوّلي- المؤلف، هي وضع المفردات بشكل متكرر في القصص لكن بتكرار ناعم، يعني حينما تقرأ فقرة تصادف أنك قرأت هذه الكلمة من قبل وبهذه الطريقة تحفظ المفردات بدون تكرار مزعج. 



  • ماذا لو لم أفهم شيئًا؟ 

في الحقيقة لم أقلق من ذلك. حتى أن لم أفهم شيئًا فالسياق لوحده قادر على أن يجعلني أفهم ولو بعض الجمل. حاولت استخدام الذكاء الاصطناعي ونجحت لكنني شعرت بالذنب، أشعر بالغش! 

رغم إنني أريد فقط فهم القصة، لكن فكرت! 

ماذا لو تقدمت في المستوى على الأشهر القادمة ثم قررت العودة لقراءة الكتاب مرةً أخرى.

فالقراءة الثانية مع التعلم لمدة أشهر تأتي بمنفعة فعلًا! 


أشكر الله وحده على فضله الذي منّه عليّ، وأشعر بالحماسة بالفعل لأتقدم ثم أعود بعد ستة أشهر لأقرأ الكتاب ثانيةً، وكانت هذهِ تجربتي. 


أعود في فبراير ٢٠٢٦ أن شاء الله.


                                            — التقييم النهائي المبدئي: ٨ من أصل ١٠ 🇩🇪.

تعليقات

المشاركات الشائعة