العالم الديستوبي أدبي ومرئي - Vo.4

تقييم ومراجعة كتاب أنشودة الطيور المغردة والثعابين للمؤلفة سوزان كولنز. 


لا أستطيع أن إلتزم الصمت وأكتب عن مراجعة هذا الكتاب دون أن أذكر عن كم المعاناة التي حدثت لأحصل على نسخة واحدة من هذا الكتاب! بحثت في أي فرع متوفر في الرياض لجرير بحثت في مكتبات لا تتوقع منها أن تحصل على كتب من عام ٢٠١٧. حتى بحثت في المواقع وتواصلت مع الدار التي قامت بترجمته لأن موقعهم محظور في السعودية ولكنهم أخبروني بتوفر الكتاب قريبًا من دون موعد مُحدد. شعرت إنني يجب أن أسافر حتى أحصل على الجزء الرابع، لأنني اشتريت المجموعة كاملة من امازون وهي النسخة الانجليزية منها لكن العربية لم تصلني بعد، وقررت أن أطلبه من موقع وراقون رغم التعليقات السيئة التي وجدتها على الإنترنت. عمومًا أنا احب ان اكون في متاهة الكتب، فهل كان الجزء الرابع يستحق العناء من الأساس؟

سنُو رئيس الكابيتول «العاصمة» ذو رائحة الدم والورود البيضاء، سنُو الذي نسمعه ونراه في الأجزاء السابقة في بانيم وفي المقاطعات، دمّر العديد من الأراضي، اضطهد العائلات، فرّق الأطفال عن والديهم، شتت شعبه الذي يعيش في راعيته، كل ذلك بوردةً بيضاء يزرعها في حديقته بينما الدماء تتساقط من بدلتهِ الزرقاء، يقف في وجه كاتنس المقاتلة الحرّة ذات القلب الضعيف على إسرتها كاتنس فتاة المقاطعة الثانية عشر. وهنا يروي لنا أنشودة الطيور المغردة والثعابين ماضي الرئيس سنُو وحياته في صغرهِ ومجالدة مقاطعة الثانية عشر تفتح صدره لِتخرج قلبه. في غمرة الحرب وفي صنع الألعاب وحراسة الحيوانات “المتسابقين” تفور مشاعر سنُو لفتاة مقاطعة الثانية عشر ونمر على لحظاتهم وكأننا نشهد كاتنس بعد سبعين سنة أمام الرئيس سنُو، ونتذكر مشاعره حينما يقتصر الأمر على كاتنس ومقاطعة الثانية عشر لأننا سنعرف السرَّ خلف تحالفه مع كاتنس في الجزء الثالث ولماذا بالذات مقاطعة الثانية عشر؟ وماتحمله من مشاعر في داخله واظهرت شخصية سنو في نموه الصغير ونتعرف عليه عن كثب أكثر قبل أن يصبح رئيسًا حينما كانَ يبلغ الثامنة عشر.

«هناك فائدة لكل شيء أو لا شيء على الإطلاق، يعتمد ذلك على نظرتك للعالم».

في الجزء الأول من الكتاب لم يعجبني أبدًا ورغبت حقًا في الانتهاء منه قبل حتى موعد صدور الفيلم لأنني لم أنجذب إليه وبالفكرة العامة لم اتوقع أبدًا ان الكاتبة قد تكتب عن سنو وتاريخه لا ادري لماذا هذهِ الشخصية بالتحديد؟ ولا ادري لماذا توقع عقلي الرمادي إنه باقي السرد لآخر الأحداث في الجزء الثالث «الطائر المُقلّد» لا ادري لماذا شعرت ورغبت إن التقي بكاتنس وبيتا رغم انتهاء الأحداث الاخيرة لازالت لدي رغبة بمعرفة تطوراتهم — اظن إنه هذا يصنف «كبريقول» لأنه احداثه تقع قبل احداث الاجزاء التي صُدرت. رتم الرواية بطيء جدًا وغير مفهوم والترجمة بللت هذا الرتم أكثر — حتى باللغة الأم كانت الرواية بطيئة ومخذّله للآمال. لم أتوقع أبدًآ إن كتاب من سلسلة ألعاب الجوع لا يعجبني أو لا ينال على إنتباهي الشديد إليه. وضعت نفسي في تحدي خمسة عشر يومًا يجب إن انتهي من ٩٠٠ صفحة من كلا الكتابين لِمدى سوء هذا الجزء ولِشخصية أنا اعرف مستقبله جيدًا فماضيه لن يقدم أي مغفرةً لما فعله. عمومًا هو لا يزال عالمًا دستوبيًا كما الأعمال التي اُحبها خصوصًا من مؤلفة العاب الجوع العالم الذي بقيا في مخيلتي مدة طويلة وفي فترة مراهقتي لذلك سأستمتع بقرأته طالما إنتي حية اُرزق والكتاب بصحة جيدة.

«إنَّ العرض لن ينتهي حتى يغني الطائر المُقلّد».

كانت هذهِ كلمات لوسي على المسرح حينما بدأت الاستعداد للغناء بالغيتار الذي بحث عنه سنو كثيرًا لأجلها. مرحبًا كاتنس — شخصية لوسي تشبه كاتنس كثيرًا لدرجة تشعرك إنك تجالس كاتنس أكثر من لوسي. وهنا نستنبط لماذا سنو كان يرتبط بكاتنس وقوتها وحضورها وإنها شخصية لا تُقهر، لأنه قد عاش من قبل هذهِ اللحظات قد حَب شخصية لوسي وهي شخصية تعرف كيف تستمتع بكل شيء وتحول أي شيء لِصالحها. غناء كاتنس كان يؤثر في شعب بانيم وأيضًا في الرئيس سنو وفي الفصل الخامس ندرك سبب تأثرّه بصوت كاتنس الأثير، لأجل لوسي التي كانت تبهر الجمهور بصوتها.

«ضحك للحظة ناسيًا أين كانا، وكم كانت الخلفية بائسة، وللحظة لم يكن هناك سوى ابتسامتها، وإيقاع. صوتها الموسيقي، ولمحة المغازلة. ثم انفجر العالم.».

في الجزء الثاني في فصل الثاني عشر شعرت بغضب شديد لِتطور علاقة لوسي مع مرشدها لم اقتنع أبدًا بهذهِ العلاقة! ولا ادري لماذا تطورت لهذا الحد! لم تكن لدي أدنى فكرة عن مشاعر سنو الجياشة! يعني كاتنس لم تُحبب مرشدها بل احبّت بيتا وسياق القصة يستحق تلك العلاقة لدرجة إني فضّلت بيتا مع كاتنس أكثر من غيل! لأنها علاقة منطقية وحقيقة وقد ولدت من رحم الألم والمعاناة، امَّ هذهِ العلاقة؟ صحيح يربطهم نفس مشاعر اليتم لكنها ليست مبرر! ولا لم انجذب لهذهِ المشاعر التي بينهم. «يجب أن اتجاوز ربط الأجزاء السابقة بهذا الجزء ولكنني لا استطيع».

«إنها ألعاب الجوع. كل شيء يحدث دفاعًا عن النفس».

تبخرت رغبتي وتناثرت طموحاتي وسقطت أسقف التوقعات بعدما لوسي قَبّلت مرشدها الذي كان من المفترض إن يُحافظ عليها ويبقيها في رعايته وليس في محبته، لماذا سوزان كتبت ذلك! لوهلة في قراءتي بين الصفحات شعرت بأن قصة الكتاب تغوص في قصص المراهقين قصة حب وصغيرين في العمر والحرب التي توقف عشقهم، آخ اين ذهبت العاب الجوع المؤلمة المميتة؟ لماذا اقرأ أدب مراهقين. «لا أخفي حقيقة إن سلسلة العاب الجوع بالأصل أدب يافعين، لكن سوزان لم تكن تشعرني بذلك الشعور فعلًا لنجاح وعمق عالمها» هذا الجزء فعلًا مخيبُ للظنون ومحطم كل الآمال. الغريب في الموضوع إنني لم أرتبط كثيرًا بالشخصيات! يعني لم اشعر بالانجذاب التام لشخصية سنو على عكس تمامًا بقية الاجزاء كانت كاتنس عنصر حي وأساسي في القصة و الرواية إجمالًا. أمَّ في هذا الجزء انا لا اقرأ تاريخ شخصية رئيسة في اجزاء سابقة او تاريخ زمني لِقبل الاجزاء السابقة بل اقرأ رواية جديدة كليًا. رائحة واحساس ألعاب الجوع لم أجدّها في هذا الجزء.العذاب و السوداوية والسلطة لم تكن حاضره في الميدان. أظن لو شاهدت الفيلم لأحببته أكثر من الكتاب. رغم إن السلسلة مفضلة لدي في الكتب أكثر، لا أشعر بالقرب من الشخصيات أبدًا ومجتمع القراءة يدركون معنى أن لا تشعر بالترابط مع الشخصيات التي تقرأها — كما حدث لي حينما لويزا حطمت نسائي الصغيرات.

«إن عواطفكم تتصاعد، وأنا أتفهم ذلك، لكن يجب أن تتعلموا كيفية تسخيرها واحتوائها. تُربح الحروب بالعقول لا بالقلوب».

لم أستطع الارتباط بشخصية سنُو الشابة لأنني اعرف مستقبله جيدًا واعرف كيف سيتحول إلى هذهِ المجزرة النفسية فكيف لي أن ارتبط بهذهِ الشخصية في كتاب بادئة "بريقول". فهمت الان السبب خلف عدم ارتباطي بهذهِ الشخصيات لأنها في الحقيقة الفكرة ذاتها مُبعثرة وعشوائية! وتوقعت إنني اشعر بذلك لوحدي ولكن حينما قرأت المزيد من المراجعات قرأت نفس فكرتي وهي البعثرة وإضافةً على ذلك هو فقدان عنصر فوز لوسي — لوسي فازت بدون لا ينتبه القارئ لِفوزها. هل تتصور ذلك عزيزي القارئ؟

«إنها تشعر بالسعادة دائمًا عندما ترى صديقًا قديمًا».

ترجمة الرواية ضعيفة جدًا لدرجة حتى الأشعار والأغاني ترجمتها ضعيفة، الرواية دائمًا تفرق ترجمتها عن الأشعار ولا ادري لماذا اختلف المترجم في هذهِ النقطة؟ الأشعار بالنسخة العربية غير واضحة تمامًا أمَّ في النسخة الانجليزية كانت ظاهِرة المعنى ومترابطة مع سياق القصة. ولا اجامل هذا ازعجني حقًا.

«كانت تريد أن تموت وهي تُغني، في ألمع بقعة ضوء يمكن أن تجدها».

أظن كولنز اعجبتها فكرة إضافة الاشعار في روايتها كما حدث مع كاتنس الذي اذابت قلوبنا حينما غنت في عمق المرج الأغنية الأحب لِقلبي التي كنت احاول حفظ لحنها في مراهقتي. وقررت كتابة هذهِ الأشعار بكثرة مع شخصية مستفزة وهي لوسي غراي بريد. فعلًا كولنز بالغت في كتابة الأشعار والاغاني في هذا الجزء للحد الذي تحول القسم الثالث إلى إشعار متكرره. وفي نهاية الكتاب تذكر الكاتبة إنّ بعض الاشعار كانت تعود لشعراء قدامى وبعضها قد ساعدها زملائها في المجال. أحببت ذكرها لهذهِ التفاصيل المهمة لأنني حقًا تسألت عن سبب كثرة الاشعار.

أحببت تصميم الكتاب في النسخة الإنجليزية ورغبت في مشاركتها عبر المدونة 👇🏽
تصويري من كتاب - the ballad of songbirds and snakes — Suzanne Conllins


- أحداث بسيطة وقعت في الأقسام الثلاثة بطريقة مُختصرة «تحتوي على حرق 🔥» :


في القسم الأول — المرشد:

تعرفنا بشكل تفصيلي على سنو بطل الرواية وتعمقنا به وبمشاعره وبخوفه وبقلقه ونفهم ما مرّ بهِ خلال فقدانه لأسرته وإنه لم يولد على الكراهية والنفور. وإنه شخصية قابلة للوقوع في الحب وشعور بالكثير من المشاعر والخوف أمام الناس ومذابحهم، وندخل أكثر في صناعة العاب الجوع والمتمردين والانفجارات التي تحدث والمجالدين “كما كانت في الجزء الأول” ليست المتسابقين لم احبذها هذهِ الكلمة لهم. يتعرضون للإنفجار سنو والمجالدة لوسي ومن هنا نعلم إن لوسي تثق اكثر في فوزها مع مرشدها سنو الذي يدعمها كثيرًا لينال المنصب الذي يطمحه من خلالها.

في القسم الثاني — الجائزة: 

يستعدون المجالدون للميدان ونرى جوانب جديدة في شخصية سنو الفتى المُحب ونرى إنه يملك جانب سوداوي يكبر في داخله ويحثه ويدفعه على غريزة البقاء في وقوع الدمار حتى لو كانت دماء شخص يحبه أو يعزه. ومن خلال تواجده في الميدان كانت كالاختبار له من قبل المسؤولين في صناعة الألعاب «هذهِ فكرتي التي فهمتها من الأحداث ومن حوار الدكتورة غول معه». وتخوض المجالدة العاشقة الميدان وحليفها ونتفاجئ بالثعابين من حولها. يُدرك سنو قدرة لوسي على الغدر بطرق خفيّة مع أفاعيها السامّة وينبهر بها ويدرك إنها ستفوز حقًا في مباريات الجوع العام العاشر.

القسم الثالث — جنود حفظ السلام:

نشهد تجنيد سنُو إلى جنود حفظ السلام ورحلاته سرًا إلى مقاطعة الثانية عشر فقط ليتحدث ويرى لوسي “العلاقة التي لم أحبذها” وتتحدث وكأنها كاتنس وتذكر أسم كاتنس بنفسها في الزرعة. والصادم أيضًا إنها تُغني أغاني كاتنس.

اعلم إن هذا الجزء حدث قبل ولادة شخصية كاتنس في عالم بانيم ولكنها تركت أّثر عميق جدًا في داخلي وكولنز تساعدني في ذلك إنها تدفعني للتفكير في شخصية كاتنس لأنها تراها من خلال لوسي كما نفعل نحن القرّاء.

بعد ذلك نخوض أحلام سنو مع لوسي ولكننا نتفاجأ بأنه تمَ اختياره وتجنيده في مدرسة الضباط النموذجية ويستعد بفترة تدريب خاصة على صناعة الألعاب.

وأمَّ لوسي فهي كانت ولا زالت في الظلام. وتتركنا كولنز في حيرة من أمرنا.

التقييم النهائي : ٥ من أصل ١٠ 🕊️🐍.

تعليقات

إرسال تعليق

شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌

المشاركات الشائعة