من هَو المراقب المجهول؟

مراجعة وتقييم مسلسل المراقب المجهول (The Watcher 2022) الذي يُعرض عبر منصة نيتفليكس 

ملصق مسلسل المراقب المجهول — تصويري

(تحذير هذهِ التدوينة تحتوي على حرق لأحداث المسلسل 🔥)

تخيّل قارئي أن تكون غير مرغوب في ديار لتو انتقلت لها، تَبتعد عن صخب مدينة نيويورك لتنتقل إلى مدينة هادئة لكن تتم مراقبتك المستمرة من قبل جيرانك الذين من المفترض أن يعتنون بك ويرحبون بك، تصلك رسائل عبر البريد بالتهديد والمراقبة وكتابة جدولك اليومي مع أسرتك، تتدرب ابنتك على عزف البيانو ولكن جيرانك لا يحبون ذلك فيأمرونك بالتوقف! يتم قتل حيوان طفلك الأليف دونما تعرف الشخص الذي قتله! انت تحت اعين لا ترحمك! وشخصيات قليلة ومعروفة في الحي، وجميعهم يرددون جملة «أنت تحت عيني او مراقبتي»، فتخيّل الكم الهائل من الرعب والقلق الذي سَتشُعر بهِ! فمن هو المراقب المجهول الذي يَتوعّد ويردد الجملة؟

في بداية الحلقة انتقلت العائلة من مدينة نيويورك إلى منزل كبير في جادة هادئة، الذي وضعوا عليه مبلغًا أعلى من السعر المعروض للفوز بشرائه، لأنهُ منزل الأحلام. تتفاجأ الزوجة "نورا" بحضور زميلتها "كارين" في كلية التصميم، تطلب منهما رفع المبلغ حتى يحصلون على المنزل، فتتم الصفقة لكنها لن تتم بسلام. لأن هناك من يطاردهم ويراقبهم ويرغب بتدمير لحظاتهم الأسرية. بعد الحلقة الأولى تذكرت «مسلسل قصص رعب أمريكية» وشعرت إنه يملك نفس الطابع، منزلًا جديد، جيرانًا مزعجين لا يرحبون بك، احد افراد عائلة الجيران لديهم طفل معاق فجأة تجده في منزلك يلعب او يختبي منك وتبرر اسرته إنه فقط يحب المنزل ويعدونك إنه لن يأتي لمنزلك ثانيةً، زوجة و زوج يمرحون في فناءك دون اخذ الاذن منك. وأيضًا موسيقى تصويرية رائعة، هذا هو قصص رعب أمريكية بجزئهِ الأول. طبعًا المسلسل يُصنف إنه رعب نفسي، دراما، غموض.

بعدما شرعت في كتابة المراجعة ذهبت سريعًا لتطبيق IMDb لأخذ صورة المسلسل سرقةً من الموقع واتفاجأ بالعنوان الكبير على غلاف المسلسل ، حيثُ كانَ منتجًا من منتجي مسلسل «قصص رعب أمريكية» وللأمانه أحب هذهِ الصُدف الرائعة! وفي الحقيقة هذا المسلسل المفضل لدي بالفعل، حيثُ شاهدته أكثر من ثلاث مرات وكنت أنتطرهُ بفارغ الصبر في خلال شهر رمضان المُبارك حينما كنت أدرس. 

المسلسل جيد في العرض والتصوير والقصة ولعب الشخصيات وأيضًا الموسيقى! يا إلهي الموسيقى التصويرية في المقدمة وفي المشاهد رائعة جدًا حيثُ أجدها جذابة في كل مشهد تقريبًا. أضع جهازي (الآيفون) على سماعة جهازي (الآيباد) لأنقل الصوت الصادر من الجهاز إلى التطبيق الشهير “شازام”. نعم، الموسيقى مُذهلة والمشاهد زرقاء تبدو جيدة، لكن… للأسف، القصة لم تعجبني! شعرت بالرتابة في منتصف الحلقات، ثم فجأة سألت نفسي: لماذا أشاهد هذا المسلسل؟

الغريب أنني انتهي من قراءة كتاب «مرتفعات وذرينج» واركض سريعًا لأعداد قهوة جديدة وافتح الجهاز على تطبيق «نيتفليكس» لأشاهد المسلسل ثم فجأة أشعر بالرتابة وافقد الشغف اثناء المتابعة. القصة غريبة والحبكة مفقودة وبنفس الوقت مبنية على قصة حقيقة مروعة، ويمكن أن يكون فقدان الحبكة تحدي للمشاهد، كيف شخص يقع في غرام منزل؟ ويكتب له الكثير من القصائد؟ ولا أحد يتضرر من هذهِ الرسائل إلا سُكّان المنزل! تخيّل معي قارئي أن يحدث لك ذلك! يحدث أن تتلقى رسائل إعجاب على المنزل الذي تقطن به. أخبرني ماذا سَتشعر به في مشاركتك في خانة التعليقات.

أكثر شخصية تقريبًا احببتها لغةً وشخصية وحضور هي شخصية المحققة الخاصة، كيف تلعب دورها بشكل جيد ولغتها قوية اثناء حديثها عن التحقيق، وقوة تأثيرها بعلاقتها بالزوجين لدرجة إنها قالت لهما إنها هي المراقب. عشنا لحظات مُقلقة ومُربكة مع الزوج "دين" الذي تكدّست تحت عيناه بالهالات السوداء نتيجة القلق مما أضاف توترًا جيدًا للقصة. رأينا الزوجة "نورا" وهي تتفاعل مع صديقتها في حثّها على الطلاق من زوجها، الفتاة الصغيرة مزعجة جدًا في القصة وأخيها لا محل له أبدًا لا في القصة ولا حتى في المنزل شخصية جانبية يجب أن يدفعوا انفسهم للقلق عليه فقط. أكثر شخصية شَكَكَت بها هي صديقتها لأنها تجبرها على بيع المنزل بأقل سعر. ولكن لا قارئي لم تكن كارين “السمسارة العقارية”! ولم يكونوا الجيران المزعجين، فمن هوَ هذا المراقب المجهول؟ أعتذر قارئي لكن قضية "المُراقب" تظل مجهولة وبلا حل لأن في الحقيقة لم تكن القصة تنتهي بهذا الشكل، سُكّان المنزل غادروا ببساطة بعد تلقي عدة رسائل ولم يعرفون من هوَ الذي أرسلها. فوقع كاتب المسلسل في ورطة كبيرة في إنهاء وتحديد شخصية هذا المُراقب المجهول! وقدم الكثير من الإشارات لمساعدة المشاهد ومساعدة القصة بأكملها. لهذا تخبرنا الحلقة في النهاية "تظل قضية المراقب بلا حل".

التقييم النهائي : ٥ من أصل ١٠ 👁️.