حقيقة الصهريج في عهد الملك فيصل ودكة العبيد
تقييم ومراجعة كتاب الصهريج للمؤلف السعودي عبده خال
تبدأ الفصول من ثلاثة، الأولى بعنوان شخصيات مسترخية - عائلة عاشور، ثم الفصل الثاني عائلة محمدوه، ثم الفصل الثالث والأخير صفحات من حياة الياردي. ثم ثلاثة فصول تنتهي بأحداث قصيرة مع اقتباسات الشخصيات الثلاثة. ملخص بسيط الرواية تتحدث عن حياة شخصيات شابيّن ورجل بالخمسين. مرتبطة بأحداث مُعينة يجمعهما العرق الأفريقي وكيف عاشوا في حي "الصهريج" مع لعنة اللون الأسود أو العرق كما يقوله "محمدوه" أولًا في الفصل الأول وهو فصل "عائلة عاشور". ننخرط في قضية شاب اسمهُ إبراهيم عاشور يلتهمه الفقر مع أختهِ أميمة المسكينة التي تُداري خاطرهُ وتحاول ترضي أخيها بما يسعده على رغم فقرهم المتهالك. نشهد كفاح إبراهيم جاهدًا محاولًا الوصول للذهب الذي يُخبئه والده التاجر المسجون بسبب قضية سياسية وتصادرت كل أملاكه وبقى الأبناء على حافة الفقر. يذهب ساعيًا من مدينة جدة إلى مدينة مكة من مكة إلى جدة. لأقناع والده بأخبره عن هذهِ الأموال لكن والده يواجهه صعوبة الوثوق به، فهو كان دائمًا يُسافر إلى مدينة مصر للدراسة والسياحة والتجول وانخراطه بالثقافات، فيعني ذلك أنَّ والده لا يشعر أنه يستطيع التكّفل بهذهِ الأسرة وهو لم يكن مسؤول عنها من قبل. ويجتهد إبراهيم في مواجهة أبيه، فهوَ يقتله الجوع والفقر مع أخته المسكينة. ومع ذلك اشتهرت شائعة بين سُكَّان الحي أنَّ إبراهيم يتعامل مع الجن ويطعمهم حديثي الولادة، لأنّ السُكَّان في ثلاثة ليالِ متواصلة يشهدون جثث لحديثي الولادة تتهشم وتنسلخ جلدوهم بسبب سعور أو "استغلاث" الكلاب وآكلهم لهذهِ الجثث. تتراكم المشكلات والحوادث والشائعات والمضاربات والعداوة على جمجمة إبراهيم. فعندما غضب من أبيه بعدما بصق على وجهه ووقعت على خدهِ، ذهب غاضبًا يبحث عن من ينقلهُ إلى مدينة جدة، فوقع خصمًا لأمرأة أفريقية فشوّهت وجّه أكثره مما شوّهه محمدوه. ثم بعد ذلك ذكر العديد من التفاصيل عن حياته. ينتقل بنا عبده خال إلى حياة الشخصية الثانية في القسم الثاني من الكتاب وهي شخصية "محمدوه" والتي نوعًا ما مؤلمة على نهاية تثير العاطفة حقًا، لكن كان عنصر أساسي مفقود. وهو السبب خلف سير الأحداث. اقصد بذلك بعض الروايات من خلال سردها نفهم محورها الأساسي، لكن في الصهريج لم أفهم المحور الأساسي في الرواية من الأصل! يعني ماسبب علّة محمدوه؟ وماذا حدث مع إبراهيم؟ والان سينقل بنا المؤلف إلى حقيقة ما خلف منزل إبراهيم عاشور الذي اتهمّوه بالمس، في الفصل الثالث والأخير مع الساحر الذي يبلغ الخمسين عامًا "الياردي". والتي كانت قصته أعمق من الشابيّن السابقين. كان يلتهم كتاب شمس المعارف لمعرفة الذهب المدسوس في منزل إبراهيم عاشور ومحاولاته التي باتت بالفشل في إطعام وتقديم الضحية للجن حتى يساعدونه في الوصول لخطته. والتي قذفت به هذهِ الأفكار لسرقة العديد من المواليد، واغتصاب العديد من النساء، وملىء أرحامهم بالأجنة. ولكن كلمة الدولة أوقفت كل ذلك بعد منع بيع العبيد في الدكة. وتشتت أحلام الياردي الواسعة.
بدأت التعاطف مع شخصية إبراهيم ثم فجأةً بنفس الصفحة جعلني عبده خال اتحوّل لسخط هذهِ الشخصية! والسبب في ذلك تقلّب الشخصية المفاجيء الذي شككني في نفسي كان شخصيًا طيبًا مع اختهِ المسكينة ثم تأتيه هواجيس بركلها على جسدها او خنقها! وهذا استفزني فعلًا! وسبب لي تخبط في مشاعري.
تتفكك القصة وتتدّهور بعد كلمة الدولة، كلمة الملك فيصل "رحمه الله" مع قراره في منع بيع العبيد.
على مدى إبداع عبده خال الأدبي في خياطة الكلمات ونسج الحروف والتعبيرات العميقة إلا أنني لم أتعمق كثيرًا في الشخصيات والقصة بأجملها. فكنتُ اشعر بالملل وحقًا كما اغلقت الكتاب وتركته في سنة ٢٠٢٠ وجدته نفسه كما هو يعني المشكلة لا سيّر قراءتي ولا عقليتي المشكلة في الكتاب نفسه. فهوَ حقًا ممل حتى ولو كانت الجمل والتعبيرات رائعة وقوية وإبداعية فعلًا إلا إنها مملة ولا تحاول شدّني حتى اكمل قراءتها. يعني أنا سأكملها لأنها هدف الشهر فقط. ليسَ لأنها قصة جيدة أو سرد جيد أو حتى حبكة جيدة، بل الذي يدفعني لقراءتها هو؛ الهدف.
لم أذهب من قبل لمدينة جدة إلا مرة واحدة أظن أو مرتين وكانت لحظات سريعة ولأنني اصلًا لا احبذ جوها ابدًا فهو لا يناسب بشرتي. لكن عبده خال سافر بي لزقاق مدينة جدة بصورتها البسيطة في حي "الصهريج" وحياة العبيد في الدكة وتفاصيل اختلاط الأعراق.
وهيَ رواية تميل ميلًا سياسيًا. وفي الحقيقة لا اعرف معلومات كافية عن مدينة جدة الغربية وماحدث فيها في السنين الماضية إلا الأشد شهرةً وهي أنَّ الملك فيصل "رحمه الله" قد حرر العبيد. وذكرت الشخصية ذلك في أول صفحة في الكتاب بقولهِ: «أعد لنا عبيدنا يا فيصل».
لغته إبداعية لكن يدخل كلمات حجازية قليلًا وبدأت تنخرط في صعوبة الفهم. وفي الحوارات ضعيفة قليلًا، لا أدري لماذا اختلط عليَّ شعور بأنني اقرأ رواية «أبابيل» حينما اقرأ الحوارات. جيدة لكنها ليست بالقدر التي تخيلته فعلًا. ولو أعاد بي الزمن لما اخترتها في هدف شهر فبراير. لأجلتها كثيرًا. مُلاحظة مهمة، قرأت غرفة يعقوب والصهريج من فترة ثم أغلقتهما وبعد مدة زمنية عدتُ إليهما واكتشفت أنّ الحمدلله أنني لم أنتهي من غرفة يعقوب والان تمنيت لو أنني انتهيت من الصهريج من قبل.
وحدتها مكنتها من إجادة حياكة الهواجس، وكأنها اكتشفت أن رأسها مصنع لإنتاج الوساوس.
أحيانًا يكون تقلّب الزمن كمرجل يغلي أعلاه أسفله، وإذا لم تطفأ ناره تتبخر كل محتوياته.
كان طموحه يسير في دروب ضيقه لم تمكنه من شق البحر.
صاحب البطن الفارغ لا يجيب التفكير.
أنّ كثرة الأقارب كمن يربي عقاربَ بين قميصه وجلده.
من لا يستطيع تحمل بشاعة وجهه لن تحبه عين أخرى.
أن ألم الضرب يزول، بينما كسرة النفس هي الحُطمة التي تحرق ما تبقى من مباهج الحياة.
أن هناك بشرًا كالآبار ما يسقط فيها يغرق.
المال وطن.
التقييم النهائي : ٤ من أصل ١٠ 🏚️.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌