أطفالًا أيتامًا وأحداثًا مؤسفة 🙍🏼
تقييم ومراجعة كتاب البداية السيئة — سلسلة أحداث مؤسفة للمؤلف ليموني سنيكت وعن ترجمة: أسماء يس ودار نشر المحروسة وتصميم الغلاف للمبدع عبدالرحمن الصواف
رغم تحذيرات المؤلف بشكل متكرر في بداية الكتاب إلا إنني ازيد إصرارًا على إصراري! مصرَّة على النكد وعلى النهايات الغير سعيدة حتى لو كانت لأطفالًا… ارغب بقراءتها… خصوصًا إنني مريضة هذهِ الفترة وطريحة فراش -الله لا يطوّل عليَّ بشدة-.
أطفالًا ثلاثة، أختهم الكبيرة ڤيوليت التي يعمل عقلها بطريقة مذهلة لِمحاولتها في اختراع جهاز يعمل بالهندسة الميكانيكية هي تبحث بعمق في عقلها للبحث عن اختراعات جديدة للعمل عليها، عقلها عمليٌ جدًا…
بينما كلاوس القارئ المحب للكتب خصوصًا التي تتحدث عن الحيوانات المفترسة وعالمها الكبير الذي لفت انتباهه وعن حيوانات أميركا الشمالية. ينمو حب القراءة في مكتبة والدهم الكبيرة والرائعة والتي تضم آلاف المواضيع المختلفة… ونأتي أخيرًا لصغيرتنا المدللة الغاضبة التي لا تستمتع إلا بالعض، فهي طبعًا طفلة صغيرة فلا تفهم معنى أن تقبض بكل شيء بين أسنانها الصغيرة الحادة…
يعيشون أبطالنا المفكرين في منزلهم بين دفئ والديهما، قرروا الذهاب إلى الشاطئ للاستمتاع بأوقاتهم الحميمية سويًا لأنهم عادةً يفعلون ذلك بقيادة أختهم ذات الرابعة عشر سنة، ذات التفكير الحادّ العميق للاختراعات الميكانيكية، ونرى بأنَّ كل فرد منهم يعيش بمخيّلته الفذّه وعالمه الخاص، تطمح -ڤيوليت- ببناء فكرتها الخاصة، بينما يغرق -كلاوس- بتفكير عميق عن الحيوانات التي يجدها على الشاطئ… وصغيرتنا -صني- تتفقد الأشياء من حولَها لتقيس عليها قدرتها في عضها. ولكن سرعان ما ينطفي كل هذا الهدوء وتشتعل حرارة ساخنة تخرج من خلف رؤوسهم، لرؤيتهم لرجلٍ قادم إليهم.. وقاصدهم.
يرتعشون خوفًا! يرتعدون ماذا يريد هذا الرجل منهم؟
وكلما اقترب إليهم أزدادت حرارة الخوف وحرارة الخبر المُزّف إليهم… فيكتشفون أخيرًا إنه السيد -بو- صديق والدهم، يركضون إليه وهو يقصدهم يسلمون عليه بحرارة بينما كانت -ڤيوليت- تحمل في قبضة يدها صخرة تتأهب لحماية نفسها وإخوتها.
يعيشون اليوم لحظات قليلة مع والديهما ثم يزف لهما الشاطئ بخبرٍ يجعل المرء يتيمًا.. فتبدأ حياتهم الفعليّة في محاولة النجاة من سلطة -الكونت أولاف- الشخص الذي أصبح وليَّهم بعد السيد -بو-. فنعيش معهما تخبطات كبيرة في أجسادهم وعقولهم الصغيرة، فكيف سينجون من هذا المزق الكبير؟ ومن تعنيف -الكونت أولاف- .. مع إِسَاءتِهِ المتكررة وكيف سيأخذون حقهم فعلًا منه! تتمحور الأجزاء التالية حول هروب الأخوة بولدير إلى البنك الفيكتوري. للبحث وتقديم الشكوى للسيد -بو- عن سوء تصرفات الكونت. ولأن الحزن واليأس يغرق في هذهِ القصة فيتم الكشف سريعًا عن تصرفاتهم ويأخذهم الكونت -أولاف- لمنحدر آخر من التصرفات، وتنهل بعدها أفكار أخرى إلى أن تقود للنهاية.
بعيدًا عن القصة، الكتاب كاملًا عادي حتى مع أحداثه الحزينة. رغم تحذيرات المؤلف الشديدة بين كل صفحة والذي جعلني أشعر بأنني أقوم بحجز تذكرة دخول الأفعوانية! هذا جعلني أضجر فعلًا، لأنني كلما اقرأ واتحمّس أجد المؤلف يحذرني ثانيةً بغلق الكتاب! أريد أن افهم ماهي مشكلتك بالضبط؟ اتركني اقرأ بهدوء! حسنًا إنني اقرأ على مسؤوليتي وهذهِ رغبتي.
وبعدما انتهيت فعلًا من الكتاب كل تحذيرات الكاتب ذهبت واختفت وتلاشت لأنني سعدت إنه انتهى على الأقل بنهاية جيدة رغم أن الكتاب لم يبتدى فعلًا لأنه الجزء الأول وأنا صراحةً لا أملك الشغف لقراءة المزيد، جزء مني توقع إنني سأقرأ كتابًا مذهلًا مثل ساحر أوز العجيب لأنه نفس دار النشر ونفس مصمم الغلاف. عذرًا على غفلتي فأثر البنج لم يختفي كليًّا. المهم قرأته وانتهيت ولله الحمد والمنّه. وأحيانًا ما يفسد متعة القراءة أؤ متعة الفعل هي التوقعات العالية.
نسخت نص المراجعة من تطبيق -نوشن- لألصق النص في مسودة التدوينة وإذ بأصبعي يقفز لأضافة صفحة جديدة في المتصفح -سفاري- والبحث بعنوان المؤلف باللغة الإنجليزية مع أسم السلسلة ووجدت ما يفسد الفن والأدب، قامت الشركة المنتجة -نيتفليكس- بصنع مسلسل كامل لسلسة الكتاب، بنفس العنوان والمثير للدهشة حينما تابعت أول حلقة الجزء الذي قرأته هو الجزء الأول كانت القصة قد تحوّلت إلى مسلسل ممتع أكثر من كونه مسلسل حزين أو قصة حزينة! بالنهاية هو عملًا للأطفال وليس للكبار.
كان كلاوس طول حياته يعتقد أنه إذا قرأ ما يكفي من الكتب يمكنه أن يحل أي مشكلة مهما كانت صعبة، لكنه الآن لم يعد متأكدًا من ذلك.
— التقييم: ٦ من أصل ١٠ 🙍🏼.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌