أمومة وكتابة وأشياء أخرى…
تقييم ومراجعة كتاب حَليب أسَود للمؤلفة التركية أليف شفق عن ترجمة محمد درويش ونشر دار الآداب
غلاف حَليب أسَود — الكتابة والأمومة والنساء |
— قراءات شهر ديسمبر الأسبوع الثالث — رواية تركيّة 🇹🇷
ديسمبر البارد، مدينتي الرياض، شحوب وجهي، وحليب أسود.
جلسة شتّوية باردة تدفئها كلمات أليف التركية، لم أتصوّر إنني أحظى بمتعةً كبيرة في وقتي مع هذهِ الكاتبة التي تذكرني بحنيني المستمر لجلسات آذر نفيسي وديسمبر الماضي مع مرجان كمالي، تنبثق من صفحاتها رائحة فارسيّة أتعمد الانتظار وتحمّل مشاعر [الاضطراب العاطفي الموسمي] لأجل أن أضيف هذهِ المتعة في الشتاء. كان حجم الكتاب دليل كافي على مواساتي في هذا الموسم، كانت كفيلة بتركي المعتمد لأجهزتي ومتابعة المسلسلات والأفلام لأجلها. نسيت حقًا إنّ كنت في الحلقة الأخيرة من المسلسل البريطاني Sweetpea.
«ملاحظة: لم يتم تشخيصي بشكل طبي على حالتي، لكنني لاحظت مع ملاحظات عائلتي بأنني أتغيَّر نفسيًا ومزاجيًّا في هذا الموسم. مع إدراكي التام لعدم قدرتي على تنفيذ مهامي بشكل طبيعي».
آه سعادتي الآن لا تضاهيها أي شيء، أشعر بالفرح الشديد بسبب قراءتي الجديدة، هذهِ أول قراءة لي للكاتبة التركية أليف، وأظن، لا أظن بل واثقة، إنها ستكون كاتبتي الفضلة نظرًا لأسباب متعددة قرأتها في بداية الصفحات، وكما قلت سابقًا أول الصفحات دائمًا تصيب إذ كانت قراءة جيدة أو سيئة.
— البداية
هناك رائحة دافئة شتويّة تبرز من صفحات حليب أسود، هناك أطفالًا وسجادات فارسيّة وقهوة مع فطور أمريكي، هناك صفحات قديمة كلاسيكية وشخصيات مضطربة وشخصيات مختلفة صعدت أرواحهم بطريقة مختلفة أمَّ منهما أو من الخالق، مكتبة، أمومة، حمل، زواج مضطرب، زوج أناني، وهناك أيضًا زوج سارق يسرق من زوجته الكلمات واليوميات والحكايات والقصص. مزّجت أليف مزيجًا مخفوقًا بالحليب الأسود رائعًا مذهلًا، ورفيع المستوى رغم مرارة طعمهِ في النهاية ولديه رائحة غير زكية لكنها شتويّة. تأخذنا أليف نحو عالم يمتلئ بصراعات مع رغبات وتناقضات، لها عالم متشابك مع القراءة والأمومة.
— أنا وأليف
آخ اتفق معها ثم اختلف فجأةً اخطط على كل ما تكتبه ثم فجأة يرفض عقلي هذا الحوار. أحبّ أجالس السيدة ماما، وتأخذ بإسهاب في حوار مباشر عن الحمل والولادة ورحلات المرأة من سن بلوغها إلى أن تزّوج أبناءها، أحبّ هذا الحوار حتى لو كان متكرر وأسئلتي تعود تخرج ثانيةً بشغف أمام ماما، وتحاورني والدتي بكل حبُ وفخر برحلاتها ومغامراتها في حملها وولاداتها لسبعة أجنة، ختامًا بي أنا، آخر العنقود، فجلسة النساء عن النساء شيَّقة بالنسبة لي، يأخذ هذا الحوار مجلس النساء في منزل أخي وزوجته، فنستهل أنا وزوجة أخي بطرح الأسئلة المتعددة على والدتي فتجيب علينا ونحن نتبادل النظرات خوفًا من مرحلة الحمل خصوصًا مرحلة الولادة وغرفة الولادة، فنتضاحك ونتغامز وتضحك والدتي معنا لتقول إنَّ المرأة ليست سهلة، بل هي مسكينة، لهذا جعل الله الجنة تحت قدميها. فبعد عناء وارتباك شعورنا نفخر بأن الجنة ستكون تحت قدمينا.
وهذا ما فعلته بي أليف، تأخذني لرحلة في الأمومة، بالرغم إنني لم أتزوج بعد، ولكنني أفكر بهذه الفكرة -وكل النساء في مرحلةً ما في حياتهنْ يفكرنْ بهذهِ الفكرة- وتمرح كثيرًا في عقلي وقلبي، وتأخذ وقتها في تخويفي وساعةً في أفراحي بأنني سأخرج كائن من رحمي، مني أنا. وساعةً أريد ان ابكي لأنني اخاف. فتخلط أليف رحلة الأمومة الواسعة مع اهتمام تشعبّ في حياتي بشكل لم أستطع السيطرة عليه، «الكتابة والقراءة. والعالم الأدبي».
— أم وكاتبة…
كيف تستطيعن العيش بين هاتين الحياتين؟ أسميّها حياتين، لأنها تتسم بنفس الصفات، تحتاج وقت، مسوؤلية، جهد، تركيز وحبك! فكيف استطيع تقديم كل هذهِ المشاعر بشكل مزدوج! ونحن القرّاء والكتَُّاب نفهم وندرك إننا بحاجة إلى عالم متكامل غير متوازن يميل أمَّ يمينًا أو شمالًا، ترتكز قاعدته على العزلة، على الدخول في أغلفة الكتب وصفحاتها وعوالم هذهِ الكتب. تخرج من عالمك الخاص، تنزع جلدك تتلبس شخصيات الرواية وأبطالها، تأكل أكلهم إلا إذ كان محرمًا فستقول: لهما على المائدة لا شكرًا، لا أكل هذا الطعام. تدور في منازلهما تفتش في خزائنهما تبحث عن الحقيقة، أو بالأصح الحقيقة تبحث عنك، تتلون مثلما تتلون الحرباء على أغصان الشجر والأزهار، فأنت من جلدًا بشري إلى حرباية تعكس لونها متى ما شأت، فكيف لنا نحيَّا حياة حقيقة تمنعنا من نزع جلودنا لنقابل جلدًا جديدًا يتطلب الوعي الكامل والعميق ونسيان القصصِ والحكوات السعيدة أو حتى النهاية المؤلمة الديستاوبية.
ها هي تجربة جديدة كما ديسمبر الماضي ٢٠٢٣ مع مرجان كمالي، وديسمبر ٢٠٢٤ مع أليف شفق 💘
لستُ ضد فكرة الزواج لكن فكرة الإنجاب صعبةً جدًا.. والتفكير بها يقلقني وعبرت عن قلقي هذا مع والدتي وقالت عليك أن تتشكلي إذا قررتي الإنجاب مع ظروف حياتك. من طريقة حياتي الحالية اتصور إنَّ حياتي المشتركة مع الرجل -الزوج- أستطيع السيطرة عليها وبل يمكن أن ترتفع إنتاجيتي بشكلً اعلى، لكن أمَّ مع فكرة الإنجاب! آه ترعبني ماذا لو كان يبكي لفترات طويلة وجدولي مهامي يرفض أن ينتهي! ماذا لو بقيًا نائمًا ثم أقحمت نفسي في دورة الكتابة أو القراءة وصاح فجأةً! تتزايد مخاوفي حتى مع أليف ونسائها حينما عرضت الفكرة.. ونسائها الستّة كل واحدة منهن يرتفع صوتها لتثير القرار الصح! … أجلس مع المتزوجات والأمهات وأسمع شكاويهنْ بشكل متكرر وحتى حينما أعرض عليهن حلول يردن بسرعة إنهن يفعلن كل شيء مقابل الهدوء في حياتهم لكنهن لا يجدنه بالفعل. فيأكل القلق في أسفل دماغي ثانيةً، وخلال الحوار أسألهن هل أستطيع تأدية مهامي والقراءة في حضرة أطفالي؟ فتجيب واحدة منهن لديها ولدين وسيميين، ستواجهين صعوبة حقيقية وستتدمر أشياءك ولن تستطيعن الحصول على الخصوصية في اغراضك ولا وقتك حتى. فتعود عيناني تبحث عن شيئًا أطالعه بينما أفكر خلفها. وحينما أنقل هذا الرد لأمرأةً لديها ابنتين جميلتين صغيرتين، تقول إنها تكذب لا تصدقينها، ستملكين وقتًا تمارسين فيه هواياتك ولكن بتركيز أقل بوجودهما. فأرتاح ويهدأ بالي ولكنني أنسى أهم شيء بالفعل! وهي: ليست ثمَّة وصفة واحدة للأمومة والكتابة تناسبنا كلّنا.
— الأدب والعزلة
في الأدب عزلة عظيمة، تظهر فقاعة كبيرة وتضمّك إليها وقبل ذلك عليك توديع عالمك وبعض من مشاعرك وأشخاص كنت تعرفهم. إنّ َمهنتي بوصفي روائية تنتعش في الوحدة والعزلة. صحيح أنّ المرء مضطرّ في كلّ ميدان من مياديين الفنّ إلى العمل رفقة غيره من الناس أثناء ممارسته العمال الإبداعي، بل إنّ أشدّ المخرجين السينمائيّين أثرة وغرورًا مضطرّ إلى أنْ يتقن التوفيق بين طاقته وطاقات الآخرين، وأن يتعلّم كيف يعمل بوصفهِ عضوًا في فريق، وكذلك شأن مصمّمي الملابس والممثّلين والراقصين وكُتّاب المسرح والموسيقيّين والمغنِّين، إلَّا أنّ الأمر لا ينطبق على كتّاب الرواية لأنّ هؤلاء الكتّاب يلوذون على مدى أسابيع وأشهر وأحيانًا سنوات متّصلة برواياتهم التي يكتبون. إنّنا نبقى داخل تلك الشرنقة المتخيّلة تحيط بنا شخصيّات متخيّلة، نكتب المصائر معتقدين أنّنا آلهة. وفي أثناء انتماؤنا في المضيّ قُدُمًا في تطوير الحبكات، وإضافة التطوُّرات غير المتوقّعة، الافتراض بأنّنا مركز العالم. الاستغراق في الشؤون الذاتيّة والغرور المتضخّم هما أشدّ الاعراض الجانبيّة ضررًا في مهنتنا. لهذا السبب، نحن قليلو البراعة عندما نكون عشّاقًا أو زوجات أو أزواجًا. إنّ ألأدباء مخلوقات لااجتماعيَّة أصلًا — وإن كان يسهل علينا أن ننسى ذلك، إذا ما حقّقنا قدرًا ضئيلًا من الشهرة والنجاح. وكما قال وولتر بنيامين ذات مرّة، فإنّ الرواية أكثر أشكال الفنّ وحدانيّةً وعزلةً.— وقد قال أيضًا مُشِرف شخصيتي الاجتماعية تتعارض كثيرًا مع طبيعة الكتابة التي تتصف بالوِحدة لفترات طويلة. أظن المهنة الوحيدة التي تجبر المرء بالعزلة والوحدة هي؛ الكتابة. وهي أصلًا شرط من شروط الكتابة القراءة — العزلة والوحدة. إنها شروط متماسكة ولا تتخاذل، وقوية جذورها حينما تحققه في كل مرّة تكون بحوزة كتاب. لكن ماذا لو كان هناك في شرشف أبيض صغير الحجم يلفه طفلًا يبكي وصوته يكاد ينزع هذهِ الجذور!
إنَّ الرواية أكثر أشكال الفنّ وحدانيّةً وعزلةً.
— نساء صغيرات في دهاليز أليف
نساءها الصغيرات يرفضن أن تتوقف. عن الكتابة وعن سيرها في طريق الأدب لكن واحدة منهن توافقها الرأي بشأن الأمومة، واحدة منهن تريدها أن تكون أمَّا، وهي مؤمنة إنها ستكون قادرة على أن تكون أمًّ طيبة، لكن ما ستفعل مع بقية نسائها الغاضبات في قرارها هذا؟
تأخذنا أليف في تفاصيل حياتها مع نساءها الصغيرات، حيث كانت تروي بين كل فصل وفصل حواراتهم سويًا ونقاشتهم وغضبهم وحتى انقلابهم العسكري عليها.
من سؤالًا واحدًا وكوب من الشاي، ظهرن نساء أليف، وهي الرمزية التي تعكس الصراعات الداخلية الشخصية، فيظهرن بصور متعددة وشخصيات متعددة، كل واحدة منهن تدافع عنها وعن اهتماماتها الخاصة بعيدًا عن أفكارًا مختلفة أو جديدة أو حتى للمضيفة.
وفي خضم هذا النقاش الحاد، يظهر لنا فصلًا أدبيًّا تروي لنا عن قصص نساء الأدباء والشعراء الذين كانوا زوجات وأمهات وأدبيات. رحلات الأمومة والكتابة رحلة طويلة جدًا ونستمتع ونتعرف على حيوات سابقة مثيرة.
— النهاية؟
باستطاع أليف أن تخنقكِ من اكتئاب ما بعد الولادة، حتى لو لم تنجبين من قبل، من خلال كلماتها تمتد يديها نحو رقبتك وأنتِ في ممارسة القراءة وتضغط بقوة أصابعها على عنقكِ فتختنقين شيئًا فشيئًا وتبدأين عداء الصفحات حتى تنتهين من فصل اكتئابها لتختفي يديها ثانيةً، آه إنه تسبب لي الاضطراب بالفعل، كنت فرحة في رحلاتها وحياتها مع نسائها الصغيرات ثم أوشكت على دفني حينما أنجبت طفلتها الأولى. يظهر شبح الاكتئاب مع نعاس عيناي المتكرر على سريري الدافئ. فأخاف ويغلبني النعاس. ومع كل هذه الاضطرابات إلا إنها تتمسك بفكرة الكتاب المشتركة مع رحلتها في الأمومة وهي السرد عن المرأة الأم في الأدب. فنخوض مواقف جديدة مع أمهات كاتبات بأطفالهنْ.
— أليف وأنا ثانيةً
شعوري بالحميمية مع كتاب أليف لا يعني الدليل الكافي على إنني اتفق بكل شيئًا تكتبه باستثاء “كرهها للون الأبيض وارتداءه، ولا تريد حفلة زواج، وتحب اللون الأسود بشدة”. وجدت بالفعل الكثير من المواضيع التي تشملني وكأنها كانت تكتب كتابها هذا في مؤخرة عقلي، ماذا يعني أن أكون كاتبة وأم وهناك سقف كامل وما تحته بحاجة لوقتي ويدي وجهدي، هذا كل ما أفكر فيه حينما تأخذ القراءة والكتابة منحنى آخر في حياتي. كان الكتاب يوجّهه أصابعه عليَّ بدلًا من شفق نفسها، شعرت بالقرب الشديد منها وتخيّلت نفسي اقرأ مذاكرتي في الخمسينات من عمري. على الرغم شعوري المتزايد في القراءة إلا إنني شعرت بالوحدة. لا أستطيع تخيّل ذاتي بعد الانتهاء من قراءة هذا الحليب الأسود الثخين.
حياة كاملة تحيَّا في طيّات كتاب أليف، رحلة من أسطنبول إلى أمريكا، كتابات متعددة، تركيز تام على الانتاجية، تساؤلات تسقط سهوًا عن طهر الأنوثة في شؤون الأمومة والطفولة، طرق تحيَّر المرأة الكاتبة المثقفة، المبدعة، حياتي الإبداعية، أو حياة أجنة رحمي؟
عشرينية وقلقة من الفترة التي سأحياها في سنيني القادمة الذي سيحيّا جنين في رحمي الصغير، هل سأكون قارئة؟ هل سأكتب المزيد من التدوينات وسأنشر الكتب؟ هل سأقرأ عشرات الكتب كما كنت أفعل من قبل. تساؤلات متعددة وساعتي تدق بهدوء لا أشعر بها ولكن الحقيقة تضرب في دماغي كل مرةً أنسى الحياة الثانية التي سأعيشها، لأن الأدب يتغلغل بجذوره فينا ويشتهي أن تكون جذوره هي الوحيدة التي نسقيها من عمرنا ووقتنا وأنفسنا، ارثنا بعد مماتنا. فكيف يشاركه حياة ثانية مختلفة عنه.
تناقش شفق بشغف حقيقي عن حياة الأدباء، قرأت عن زوجة أفضل كاتب لي، كاتب التحفة الكلاسيكية، غاتسبي العظيم. "وكيف نذكر الأدب ولا نذكر غاتسبي؟ ومؤلف قصة غاتسبي التي ولدَّت الألم" — إف سكوت فيتزجيرالد. لم تكن لدي خلفية إن زوجته كانت كاتبة، وهذهِ معلومة جديدة اخذتها من فم أليف، وأيضًا نصف روايات سكوت يستلهمها من دفتر يوميات زوجته المصابة بانفصال الشخصية، مثير وغريب صح؟ …
وفي نهاية الأمر، وفي نهاية الكتاب، ندرك أن ليست ثمَّة وصفة واحدة للأمومة والكتابة تناسبنا كلّنا. فلكل امرأة أسلوب خاص، وطريقة خاصة، وظروف خاصة تختلف عن الأخرى، هناك عديد من النساء من تسيَّر حياتها بطريقة عشوائية فتنجح بها، وهناك من تسيَّر حياتها بانتظام فتتعاقد مع هذا النظام تحت رعاية ظروفها. وقرار الإنجاب، المرأة لوحدها قادرة على تحقيق ذلك سواء كانت امرأة أدبية روائية أو عادَّية مثل تلك المرأة مع طفلينها.
الذي تأكدت منه الآن، هو أن أليف تحوَّلت من كاتبة تركية عادية إلى كاتبتي المفضلة، أجد في أسلوبها متعة مذهلة ولو إنني لم أحب نسائها الصغيرات بشدة إلا إنني وجدت متعة في الحوارات وتصنيفات الشخصيات المختلفة التي كانت ستة أصوات تجتمع بها. هل المرء فعلًا قادر أن يكَّون في داخله ستة شخصيات بينما يستقر على واحدة؟ …
ألفان ومائة كلمة عن حليب أسود، وأشعر إنها لا تكفي، قررت نشر التدوينة لاحقًا لأنني أريد تخصيص وقت كافي للكتابة عن الكتاب، وعن الفقرات التي حددتها، ختمت الكتاب في يوم ٢٥ ديسمبر ٢٠٢٤، ونشرت التدوينة في ٢٧ ديسمبر ٢٠٢٤. لكنني أشعر بأنها ليست كافية حقًا، لأنني أخاف أن يسقط شيئًا مني سهوًا، أريد الكتابة بالفعل ومناقشة كل فصل قراءته في كتابها، ولكن بنفس الوقت أشتهي صوتًا يجيب على نقاشاتي وسؤالاتي هذهِ، فربما أخوض هذا النقاش مع إحدى شخصياتي والتي أتمنى أن تكون مختلفة قليلًا عني ليكون لديها رأيها الخاص.
ربما في أيامًا قادمة أعود لقراءة هذهِ المذكرات من جديد، ويكون طفلًا صغيرًا بين يدي.
وبالمناسبة الترجمة كانت سيئة جدًا.
إنّ الاكتئاب يمكن أن يكون فرصة ذهبيّة تمنحنا إياهّا الحياة لنواجه مباشرةً قضايا بالغة الأهمِّيَّة على قلوبنا، بيدَ أنَّنا غضضنا الطرف عنها إمّا عن جهل أو عجالة.
أنَّ الوحدة جزء لا يتجزَّأ من الجنس البشري.
رافقتني العودة واعتززت بها. كنت أعلم أنّ الناس يستبدّ بهم الجنون، إذا ما وجدوا أنفسهم وحيدين ساعات أطول ممّا ينبغي. أمّا أنا، فكان الوضع معكوسًا إذْ يُجنّ جنوني، إذا ما اضطررت إلى رفقة الآخرين طوال الوقت، لأنّني بذلك سوف أشتاق إلى خصوصيّتي.
إنّ َمهنتي بوصفي روائية تنتعش في الوحدة والعزلة.
كانت الكتب أفضل أصدقائي منذ اليوم الذي تعلّمت فيه القراءة والكتابة. الكتب أنقذتني. فقد كنت طفلة منطوية على نفسي انطواء كان يدفعني إلى أن أكلّم الأقلام الملوّنة وأعتذر من الأجسام التي أصطدم بها. لقد منحتني الكتب إحساسًا بالاستمراريَّة والمركزيّة والتماسك، وهي ثلاثة أشياء كنت سأفتقر إليها افتقارًا شديدًا لولا تلك الكتب. وتنفّست الحروف وشربت الكلمات وعشت القصص، وأنا واثقة بأنّ لي وسعي أن أطوَّر اللغة وأديرها في حركات ملؤها الشغف.
إنّ المرأة المغترّة بأنوثتها، وما ينطوي اعتزازها على أنوثة، تكشف عن أنوثة قويّة وجريئة وجذّابة.
ينبغي إعادة الكرامة والتصفيق للنساء اللواتي (تُركَنَ على الرفّ) على ما أظهرن من شجاعة وجرأة في العيش من دون رجل يرعى شؤونهنّ.
التغيير والقابليّة على التغيير هما مبدأ الحياة.
إنّ الظروف تعلّمنا كيف نقنع بالقليل.
ليس الوقت مالًا، بل إنّ الوقت كلّ شيء.
من لا تتملّكه الرغبة في أيّ شيء، ولا يراوده الأمل في أيّ شيء ولا يخاف من أيّ شيء، لا يمكن أن يكون فنّانًا.
يكمن الجسد في جوهر قلقنا الوجوديّ. تأمّلي تاريخ البشريّة.
في عصر الإنترنت، ووسائل الإعلام المتعدّدة، لم يعد في وسع الفرد امتلاك الوقت أو الصبر من أجل المعرفة العميقة.
لا تولد المرأة امرأة، ولكنَّها تصير امرأة.
كان الأطفال الوحيدون الذين تريدهم على الدوام هم كتبها.
أنَّ فعل الأشياء عمل مهدِّئ.
الموت ليس سوى ولادة، ولو كان في وسعنا أن نفهم هذهِ الحقيقة، لما خشينا أيّ شيء.
كتابي هو طفلي، ولا أريد أيّ شيء أن يقف بيننا.
— التقييم النهائي: ١٠ من أصل ١٠ 🥛🇹🇷.
تعليقات
إرسال تعليق
شاركني رأيك، لأنه يهمني.. الخانة مفتوحة لبحر كلماتك 💌