قضية، رواية، دراما

تقييم ومراجعة رواية ينتهي معنا — it ends with us للكاتبة الأمريكية Colleen Hoover 

صورة لغلاف كتاب it ends with us 🌸

— قراءة شهر يوليو ٢٠٢٥، رواية 🌸

⚠️ تحذير هذه التدوينة تحتوي على حرق، أحداث الرواية، الفيلم، دراما الفيلم.

في ممر السينما أخطي خطواتي البطيئة متجهه إلى القاعة التي حجزت بها الفيلم مع السيّدة ماما، ولا أذكر الفيلم الذي حجزته. أظن كان في شهر أكتوبر. أطالع أغلفة الأفلام بتّعجب وأصور الذي يعجبني منها، بحكم إنني مصممة جرافيكس وخصوصًا أنني أعشق تصاميم أغلفة الأفلام بِهوس. وواحدة من تلك الأغلفة كان غلاف فيلم ينتهي معنا. صعقتُ، برؤية تحوَّل الرواية لفيلم، والصدمة الثانية أن الغلاف جذّاب لكنني شخصيًا أبغض هذه الممثلة.

وبعدما خرجتُ من الفيلم، قلت لماما، ليتني حجزتُ ذلك. قد أظهر أن الفيلم الذي حجزتهُ كان سيئًا، وبعد فترة من متابعتي للفيلم اكتشفت أن حتى هذا اسوأ. تمنيت لو أنني لم أستعجل بالمشاهدة قبل القراءة، لكن قدر الله و ما شاء فعل. وربما لعل هناك جانب مشرق في ذلك الأمر. كان الكتاب يلوح لي على صندوقي الأحمر المحشور بالكتب. ولكنني قررت المتابعة أولًا ثم القراءة.

نبدأ في بداية حزينة من فترة حياة -ليلي-، التي فقدت والدها، وسريعًا نتعرف على إنها كانت في بيئة معنفة. كان والدها رجلًا سيئًا، لكن لم يكن أبًا سيئًا، بل أحسن في معاملتها، لكن رؤية ضرب والدتها ثم إعادة تحسين العلاقة معها، أثّر على رؤيتها لوالدها. فتشعر إنها مرتبكة مشاعرها معه.

أحداث مكثفة بالبداية لكن بناء ضعيف جدًا!

ومع ذلك نبدأ بعد لحظة خصوصية من -ليلي- بحدث سريع مجددًا على السطح، مع طبيب الأعصاب، -رايل كينيدي-. الطبيب الأعزب، الذي وجد -ليلي- بطلتنا على حافة السطح تتأمل الناس وتتفكر في ذاتها بعد وفاة والدها. يجمعهما المشهد بطريقة غريبة، فهو دخل بسرعة وكأن أحدًا قام برميه، وهي تختبي، وقد شاهدت انفعاله الحاد على الجمادات. ثم إلتقت أعينهم.

أسرع نحوها لأبعادها عن الحافة حتى لا تسقط أو تقتل نفسها. لكنها ترد ببرود تام إنها مرتاحة.

من تفاهة وسطحيّة الكاتبة، تجعل البطلة -ليلي- تقابل رجلًا لأول مرةً ويطلب منها "ممارسة الجنس لليلة واحدة"، ويتحدثون بأشياء خاصة لن يفعلها أحدهم في مقابلة أول شخص والأمر من بدايته غريبًا!

هل هذا بناء جيد على قضية مهمة؟

أو صحيح قالت "رواية رومنسية"، أعتذر على المغالطة.

بعد بضعة أشهر على ليلة السطح. التي جعلت الموقف غريبًا جدًا. نعرف أن -ليلي- بطلتنا تجزم على أن تحقق حلمها في مشروع محل الزهور، الذي يرتبط بأسمها وشغفها، في حب الزهور والورود والبستنة. وهو الأمر الأغرب بعد موقف الشخصيتين. وأظن إنها محاولة فاشلة من الكتابة لربط الأسم بالشغف! "لطالما أحببت ذلك الشيء كثيرًا وحينما حققته والدتي لي، أخفقت في أن تعيش في منزلنا حيَّة كما طبيعتها. لكن على الأقل -ليلي- ستقوم بذلك الحلم بدلًا عني وهذا يجعلني سعيدة في الرواية بأكملها".

تجمعها الصدفة بحسبما تقول إنها أصبحت صديقتها المفضلة، -إليسا-. التي كانت تمر بالطريق ورأت لافتة لطلب العمل في المحل. وحينما دخلت تفاجأت بأنَّ صاحبة العمل -ليلي- لم تطلب ذلك. ولكن كيمياء الرواية تطلبت أكثر ثم أن تصبح صديقتها المفضلة وسريعًا ما توافق للعمل معها. وتصعد لتلك الدرجة من الصداقة. وهذا النقطة توضح سطحية الشخصية للمرةً الثانية.

وهذا يعود أنَّ وتيرة الرواية سريعة وكأنني في ماراثون. تابعتُ الفيلم قبل أن أشاهد الرواية وآمنت أنَّ -كولين- ستغير نظرتي اتجاه الرواية، فقلت دائمًا الكتب تغلب الأفلام بطريقةً ما، وعلى حسب أصلًا أحداث الرواية إذا كانت مكثفة أو لا. تفاجأت أن الرواية بنفس سرعة الفيلم بالضبط!

كانت هناك فرصة مهدرة من الكاتبة، تستطيع بناء الشخصيات والأحداث ببطء شديد بما أن المحور الأساسي حول بناء علاقة سامة بين رجل وامرأة. أو العنف الأسري. لديها مدة طويلة لنتعرف على -ليلي- بصورة عامة.

تستطيع أن تبنيه ببطء، ووتيرة أبطا من تلك مع بناء عالم متكامل، من الشخصية الرئيسة، إلى الشخصيات الثانوية، وعوالمهم، ودوافعهم، ومخاوفهم، وأحلامهم، وحتى بناء أحداث الماضي. جعلتها كلها مبنية على مذكرات الشخصية الرئيسة! هذا أحبطني بالفعل! بما أننا بصدد تجربة العنف الأسري. واقول ذلك لأنها قضية مهمة جدًا.

بعد لحظات الصداقة السريعة، يبدأون سويًا بالعمل على تحسين المحل وبناء نماذج عشوائية للمحل. طبعًا بعد اللحظات الغير المهمة قد تكشف ثانيةً سطحية الشخصية، من خلال نقاشها مع -إليسا- تفهم مدى سطحيتها في تقديم فكرة الزهورة ومحلاتها، يعني مثلما قالت أن هناك جانب سيء للورود؟.. وقد أنزّلقت هذه الفكرة بالفعل من يد الكاتبة، حينما قدم -رايل- نوع معين من الزهور و-ليلي- لم تفهم غايته. طالما الشخصية واعيّة بالجانب السلبي من الزهور لماذا لم تفهم غاية -رايل- من خلال تقديمه لنوعية الزهور؟

تحاول الكاتبة أكثر من مرة أن تجعل الشخصية عميقة التفكير، ومهمة جدًا في سياق القصة. لكنها للأسف تفشل في ذلك. وفي كل مشهد تتضح مدى طفولية الشخصية وسذاجتها حتى في علاقاتها!

ساذجة وطفولية، وغير واعية.

هذه أبرز نقاط شخصية بطلة القصة. ليلي.

بينما نواجه،

الغاضب، المعنف، المحب.

نقاط شخصية. رايل. المفترض إنه يحب ليلي أو الشخص المسيء.

الطيّب، المتسامح، المنقذ.

أطلس. الحب القديم، أو الفتى المشرد.

هذه أهم نقاط شخصيات الرواية. ومن هنا تنطلق القصة الساذجة من خلال قضية أسرية مهمة جدًا ولها الكثير من الضحايا والجوانب السيئة والتأثير النفسي السلبي على أعوام عديدة وقد ينجرف هذا التأثير لأمور قوية، مثل الاضطرابات النفسية والعقلية، الكراهية، العدائية، القلق المزمن والاكتئاب وإلخ من الأمراض.

-رايل-، يطلب من -ليلي-. التي تعجبه لكنه لا يملك سجل حافل في العلاقات، ويرفض علاقة دائمة ويريد أن يمارس الجنس معها لليلة واحدة فقط. ولا يريد الإنجاب، لأنه يشعر "بالأنانية". وهي تحبه ولكنها تمانع أن تكون علاقة one-night stand. فندخل في مأزق إعجابهم لبعض لكنهما بنفس الوقت لا يتفقان على رغبة واحدة. وهذه علامة حمراء كبيرة، في المشهد الأولى، الانفعال الحاد، المشهد الثاني، الشعور بالأنانية، رفض العلاقة الكاملة الزوجية. — هذهِ علامات من شخصية أنانية بالفعل، وعلامات أخرى من شخصية غير واعية كفاية بالعلاقات!

رغم تعرض -ليلي- للعنف، إلا أن شخصيتها لا تحمل ما يعكس هذا الألم، كما لو أن التجربة مرت دون أن تترك ندبة. قد تكون تأثرت داخليًا، لكن النص لا يمنحنا ما يكفي لنفهم أو نصدق ذلك. يصعب إصدار حكم، لكن الغياب هذا يثير تساؤلات.

وفي خضم العلاقة الجديدة، تعود بنا -كولين- إلى فترة من حياة -ليلي- حينما أحبّت مشردًا، حسبما قالت. وقامت بمساعدته، وتخبرنا بذلك عبر كتابة يومياتها التي تكتبها وتنوي إرسالها إلى الممثلة والمقدمة -إيلين دي جينريس-. لتربط الاحداث بعد ذلك بمشاهدتها لبرنامجها وهي تبلغ الخامسة عشر. وإذ تصدف المواقف ويشاهد معها -أطلس- الشاب المشرد.

الذي بدأت قصته بغرابة. دائمًا الفضول هو الذي يبتدي بعلاقات -ليلي-، تظن في داخلها إنها تستطيع مساعدة من تحب! ومن يستحق ذلك!

لماذا لا تفكر بطريقةً أخرى وتقول لنفسها إنها تستحق الحب بدلًا عن أن تحاول تحسن الرجال في علاقاتها؟

ماذا لو كان رجلًا سيئًا، تتبعد عنه وتنفصل. لو كان مشردًا، تقطع فضولها اتجاه حياته وسبب عيشته!

سبب علاقتها بـ -أطلس- فضولها المستمر لبقاءه في المنزل المهجور، سبب علاقتها بـ -رايل- معرفة غضبه المستمر وإدراك غروره وعضلاته المفتولة!

لماذا لا تنغمس في شؤونها الخاصة؟

ولو نجد لها عذرًا، ونقول إنها تعاني من "مشاكل الأب" وهي تأثيرها النفسي يجرفها إلى العلاقات العاطفية التي قد تسبب لها التشتت والجوع الدائم للعلاقات وأخيرًا العنف.

فجأة في خلال كتابتي للتدوينة وأنا أجلس على كرسي مكتبي، وأمامي قطعة الكروشية التي أعمل عليها وأتبطا في القراءة، لاحظت أنني كتبت ملخص القصة بشكل سريع؟ .. ثم فكرت!

لماذا هذه الرواية تختلف عن أيّ رواية أخرى، ولنقل مثلًا الصبية والليل، أذكر تلك اللحظات الحميمية التي أدخلتني لذّة الأدب، لو مثلًا قلنا سأكون هناك، حينما أغرقتني ببحر حزنها، أو مثالًا أقرب لوليتا!

كتابة -كولين- لا تملك سحرًا أدبيًّا، كانت كما النصوص البيضاء خاليّة من أيّ معنى ومن أيّ لون أدبي ساطع! جعلتني أفكر بأنني أكل وجبة لا نكهة لها ولا طعم! وهذا ما يشعرني بالإحباط جدًا، وأكثر من مرةٍ شعرت بالإحباط معها!

بقدر شكوتي لسرعة بناء الكاتبة في الرواية، بقدر سرعتي الآن في الكتابة حتى في تدوينة الكتاب! لنهدأ الآن ولنعود لسيرة القصة ببطء. تحدث بعد المواقف الغير مهمة حتى فجأة يصلون إلى ما تطلبه -ليلي- منه، وأخيرًا يبدأون في محاولة إنشاء هذه العلاقة الفاشلة من لحظة السطح. إلى أن وصلت لحضور عشاء مع والدتها. وقد أخبرتها أخته، إنه لم يفعل ذلك أبدًا مع أيّ فتاة قط. ألم تشعر أن ذلك علامة حمراء كبيرة على جبينها؟ لماذا تصرَّ -كولين- على أن تصورها بأنها امرأة ساذجة وطفولية وسطحيَّة! وتعتقد أنها المرأة المنشودة بتلك الطريقة؟ .. لو شعرت بذلك لأستنكرت كما أستنكرت اختهُ!!!

ما أشكي لكم عن معاناتي أثناء قرأتي لمذكراتها آخ! مملة بشكل ليس طبيعي أبدًا، شعرت كأنني أبلغ الخامسة عشر أو الرابعة عشر! من ثقل هذه المهمة، والتي لو حذفتها لن يتقدم شيء أبدًا عدا إنها ستلتقي بـ -أطلس- في المستقبل في مطعمه ومع نهاية جيدة نوعًا ما.

وثم ندخل في صلّب ما ساق القدر إليه؛ تتعرض -ليلي- لثلاث مرات من الضرب على يد -رايل-: المرة الأولى بسبب صينية الكاسرول، ثم ثانيةً حينما تبعته فرماها على السلم، وأخيرًا حينما غرس أسنانه في وشم عظمة الترقوة الذي يعود -لأطلس- الفتى المشرد وكان يريد اغتصابها.

هي تعلم في قرارة نفسها إنه رجل يفقد السيطرة على نفسه حينما يغضب!

وقد رأته بعينها في تلك الليلة،

فهل هذه ليست علامة كافية لأدراك أن هذا الرجل قد يضرب من يصب غضبه عليه؟

ولحظات أنه قد يقتل محتملة وواردة جدًا!

وهذه رؤية واضحة من والدها كان من المفترض أن تجعلها واعية بالعلاقات السامّة! فعادةً من يشهد عنفًا أسريًا، يصبح واعيًا بالعلاقات لأنه شهد التلاعب، الكذب، الخداع!

ويصبح فاهمًا لتلاعب الشخص المسيء بأيّ طريقةً كانت!

وهنا؟ ..

إلا في حال إذا كانت تقصد الكاتبة إنها لمجرد رؤية والدها يعنف والدتها، أدى ذلك إلى عقدة «مشاكل الأب» فهنا يختلف الموضوع!

ولكن الكاتبة تتركنا في تساؤل آخر…

يعني إنها ستعيش وترغب في أن تكون تحت رحمة زوج يُعطيها ارتباكة والدها وخوفه وسيطرته، لأنها في ثلاثة أفعال قدمت له أعذار وحاولت كم مرة إصلاحه! كتبتها قبل وسأكتبها ثانيةً، لستِ أخصائية نفسية أو إجتماعية لتصلحين الناس، -أطلس- أصبح صاحب معروف واستجاب لمساعدتك وإصلاحك لا يعني -رايل- يكون في -موضع مستقر نفس -أطلس!

صوّرت الكاتبة أن البطلة طفولية وليست ناضجة كفاية وواعية، وتصدق أيّ كلمة يقولها زوجها، وهذا بالفعل يؤلمني لأن لماذا تصورين المرأة في العنف الأسري بهذه السذاجة والطفولية المطلقة التي لا حد لها وهي قد تعرضت وشاهدت العنف من قبل فمن الطبيعي أن تكون واعية! لكن ربما نغفر ذلك السبب ونقول لها تعرضت للخدر العاطفي أو التجمّد بعد الصدمة.

ثم تحدّ الكاتبة في القصة لتضع البطلة في وجه حبيبها السابق -أطلس-! لا تملك صديقات، ولم تقترب لوالدتها لتصبح صديقتها! فمن المعقول أن تتعرض للعنف الأسري والجسدي والنفسي أيضًا نظرًا لأنها تعيش في فقاعة لوحدها وفجأة ترتبط بشخص مسيء يشبه والدها تمامًا! من الممكن أن تتقرب لوالدتها أكثر فهي تمرّ بنفس موقفها وحالتها وهي تتفهمها أكثر من أيّ شخص آخر! لكن لا! كيف تكتب -كولين- رواية مبتذلة! تقف -بأطلس- في وجهة البطلة لتظهر ضعفها له! يا سلام!

وفي الأخير تكتشف أن أفضل خيار اتخذته إنها تذهب لوالدتها "أخيرًا" بعدما أخبرت نصف مجتمعها، ثم تخبرها، وببساطة والدتها نجحت في تقدم لها الخيار الأنسب لها — قطع العلاقة.

لماذا يا -كولين-؟

إليس من الأفضل أن تتجه لوالدتها بحكم إنها تعيش بنفس معاناتها؟ وصورتيها على أساس إنها ستقدم لها أعذار وتقول زوجكِ أهم؟ ربما متعب؟ وأعذار لا تنتهي؟ .. كانت هذه الفكرة في رأسي من البداية وشاركتها مع ماما في خضم نقاشنا حينما وقفت في محطة البنزين لأزود الموتر، وتوقف المحرك وأصواتنا ارتفعت، وتنهدت ماما وقالت: مجتمعك لا يشبه مجتمع الكتاب، أنتي تذهبين لوالدتك، هم يذهبون لغير أهلهم.

القضية هنا، إنها عرضت المشكلة لكنها لم تحلها من الأساس! جعلتها كأنها طوبة لبناء الرواية التي تطمح لها بدون توضيح حقيقي للقضية التي قدمتها! وهذا ما يجعل الرواية في مأزق كبير! وجعلتني أشعر بالغضب طيلة قراءتي، بما أنَّ الشخصية طفولية -وأكررها- أو غير ناضجة عاطفيًا، حتى بعد ولادتها! وحتى لم تبرر تصرفات -رايل- عدا إنه صوب على أخيه بدون قصد منه! وهو طفل!

وهل هذا يبرر العنف على زوجته؟

وهل يبرر الغضب المتكرر؟

لماذا إذً أخته لم تتضرر منه؟ وحتى عائلته؟

لم أفهم الربط العجيب!

في يوم بعد الاعتراف الذي حصل، وقد وافق أخيرًا -رايل- واقتنع بأنه معجب بـ-ليلي- ويريد أن يكون في علاقة عاطفية معها، وأصبحوا حبيب وحبيبة. طلب أن يأخذ إجازة ويأتي إليها مع زجاجة نبيذ معتقة. بعدما قضوا بعض الوقت، أعدت -ليلي- وجبة ووضعتها في الفرن، فجأة تذكرتها وذهب -رايل- قبلها ليتفقدها ثم أصحبت -ليلي- وراءه وفتحوا الفرن وإلا به يصرخ -رايل- من حرارة الزجاج، تضحك -ليلي- باستمرار ولا تتوقف، ثم تتفقد -رايل- وإذ به يغضب ويدفعها ثم تسقط على الأرض وحينما سقطت كل شيء توقف. استوعبت اصطدام جسدها ورأسها بالأرض ثم حاولت أن تتدارك الموقف.

يركض إليها -رايل- ويقول لم أقصد ذلك، إنها يدي، التي أعمل بها. ويقصد إنها مهمة بما أنه طبيب أعصاب. المشكلة الكبرى ليست هنا! المشكلة هي لم تخطي! وهي ثملة تحت تأثير النبيذ “المعتق”، فما حاولت فعلهِ هي فقط مساعدته، وهو من بذرة العلاقة تعلم إنه لا يسيطر على غضبه! فمن الطبيعي يدفعها حينما غضب.

وهناك صوت في داخلها يردد "لا. إنه لا يشبه أبي".

أكثر نص جعلني اتألم فعلًا! رغم إنها كانت تعاني من الثمالة إلا صوتها الداخلي كان يوقظها من الألم والصدمة! ومن ثم ذلك فإنها يحاول بطريقته إعادة المشهد من منظوره الشخصي، وتكذيب ما شعرت به بأسلوب غير مباشر. وهي صدقت ذلك من باب أنها تحبه ويحبها ومن الصعب أن يضربها أو يؤذيها. أو مثلما يفعل أبيها لأمها.

تلتقي صدفةً -بأطلس-، حب المراهقة، ويتحدثون بشكل سريع وتمر شرائط حياتهما في لمحات فقط. وحينما عادت للمنزل قررت أن تنهي فصل -أطلس- من حياتها من خلال آخر صفحة لقراءتها مذاكراتها التي كانت تغرق بتفاصيلها معه.

لا أدري كيف الناس يحبون هذه الفترة ويستمعون بتذكرها، بالنسبة لي كانت فترة مزعجة جدًا وملّحة بصورة كبيرة، تدافع أفكار بشكل سريع، قلق شديد، صور متكررة، وأنماط مختلفة.

لا أظن بالفعل إنني أفهم مشاعري اتجاه هذه الرواية، ساعةً أشعر بالحماقة وساعة اشعر بالارتياح ولكن حينما تنبثق فكرة العنف الأسري من العدم يبطل كل ما لدي من أدلة. وأبدا في دوامة، لماذا تفعل كذا، ولما تترك كذا، من بداية الرواية وهي غريبة بعض الشيء ولم تتركني بشعور مستقر لا بين الارتياح ولا حتى في القلق. لم أستقر بالفعل!

ما بالنسبة للدراما، فكما قلت: عندي مشكلة شخصية مع الممثلة. مستفزة جدًا، غير محترفة، وليست ممثلة ناجحة. تابعت لها أكثر من فيلم، وكانت كما هي — لا تتغير، وكأنها تمثل نفسها دائمًا.

كنت أرغب بمشاهدة Gossip Girl وتراجعت بسببها، والآن بعد ينتهي معنا، أستطيع أن أقول بثقة: أي فيلم تشارك فيه هذه الممثلة سيفشل، ولن أتابعه.

ظهرت الممثلة في عدة مقابلات كان من المفترض أن تتحدث فيها عن الفيلم وقضيته، لكن بدلاً من ذلك، بدأت تروّج للبيرة الكحولية التي تملكها، ومنتجات العناية بالبشرة، وغيرها من الأمور غير المرتبطة بالموضوع.

أثار هذا استياء الجمهور، بسبب استهتارها الشديد بقضية الفيلم والعنف الأسري، بل ووصفها للفيلم وكأنه فيلم رومانسي!

كما حاولت مرارًا سرقة الأضواء من المخرج — جوستن، الذي قام بدور رايل — في عملية الإخراج، دون احترام لمسؤوليته كمخرج أو دوره في تنفيذ الفيلم.

قضيتي الشخصية كانت وما زالت مع الكاتبة نفسها. الطريقة التي تناولت بها قضية العنف الأسري في الرواية سطحية، غير ناضجة، ومخيّبة للآمال. الكاتبة لم تمنح القضية عمقها الحقيقي، بل جعلتها وسيلة لخلق حبكة درامية دون أي معالجة حقيقية أو مسؤولية أدبية. وهذا ما أثار غضبي طوال القراءة.

أما قضية الجمهور، فهي مع الممثلة بليك لايفلي. شخصيًا، لا أهتم كثيرًا بدراما ما بعد عرض الفيلم، لكن استياء الجمهور كان مبررًا. الممثلة لم تُظهر أي احترام أو جدية في تمثيل قضية حساسة.

مللت الكتابة والقراءة عن هذا الكتاب وحتى مناقشته وقرأت العديد من المقالات ومتابعة فيديوهات عدة، بدأ يتحول الموضوع إلى واجب مدرسي على إنه كتاب أدبي. في الأخير هذه كانت اسوأ تجاربي الأدبية، وذكرت نقاط متعددة عن السبب، تجربتي كانت غارقة في الأسئلة والصراعات، والتي تنطوي تحت الاستياء.

شهدت في الرواية السذاجة والابتذال لا محدود من منطلق الكاتبة! وسطحية في المشاهد والبناء والشخصيات، وحتى رؤى الشخصيات نفسها. بناء كامل ورواية كاملة تدور حول ثلاثة أشخاص فقط، لا صعيد شخصي، ولا بناء روائي درامي، ولا حتى قضية تشرح الحقيقة.

خيرُ ما قلّ ودلّ، -كولين- استغلت ثغرة قضية العنف الأسري لبناء رواية تظن أنها ستأخذ مكانتها ضمن الروايات المؤثرة، ويبدو أنها فعلًا وصلت لذلك بعد سنوات من صدورها. لكن ذلك لا يبرر الطرح السطحي ولا استغلال الألم الإنساني كأداة لتحريك مشاعر القارئ دون معالجة حقيقية أو احترام لعمق القضية. لا أظن أنني سأعيد التجربة مع الكاتبة، فهذه القراءة كانت كفيلة وحدها بأن توضح لي أسلوبها الأدبي واتجاهها في الكتابة

— التقييم النهائي: ٣ من أصل الغضب 🌸.

تعليقات

المشاركات الشائعة