غيّر حياتك الآن مع الجبن!

تقييم ومراجعة كتاب من الذي حرك قطعة الجبن الخاصة بي؟ للمؤلف الدكتور سبنسر جونسون عن ترجمة مكتبة جرير  

لقد أُصبت بتخمةً شديدة من قراءاتي لهذا الشهر، حيث كانت تجربتي القرائية مشبعة ومليئة بعالم التنمية البشرية. عالم الخزعبلات الإحترافي. من كتاب الذكاء العاطفي للنجاح في المبيعات وكان يهدف إلى أهمية التواصل الفعّال وطرق اكتساب مهارة الذكاء العاطفي للنجاح في قسم المبيعات. إلى كتاب السماح بالرحيل الذي يدّعي مؤلفه إنه يتناول فكرة التحرر من العقبات النفسية والسماح برحيلها والتقدم في حياتك. إلى كتاب من حرك قطعة الجبن الخاصة بي. والتي كانت تبرز فكرة على كيفية التكييف مع التغيير والتعامل معه بذكاء. وعلى تخمتي هذهِ فقد أجد العنصر المشترك بين كل هذهِ الكُتب الثلاثة وهي؛ المبالغة ببساطة. حتى ولو أختلفت كل العناوين وبرزت أفكار مُغريه فقد تظل ترتكز على حُب الذات والوصول إلى الفردانية. مع القليل من التوابل الحارّة لإثارة المحتوى. رغم ثقل محتوى كتاب الذكاء العاطفي للنجاح في المبيعات مع طرقه الفعّالة إلا أنَّ مؤلفته كانت تحشو الفكرة الرئيسية لكل هذهِ الكتب.

كيف علمت إنه كتاب تنمية بشرية؟ الأمر سهل للغاية - من خلال تعقيد الأفكار البسيطة. الكتب التي تركز على التنمية البشرية تميل دائمًا إلى وضعك في دور الضحية، وكأن الكون بأكمله يتآمر عليك! فكر في ذلك للحظة. الفكرة الأساسية لهذا الكتاب هي حاول أن تتعايش مع التغييرات وتضعها تحت سيطرتك! هذا أمر مهم جدًا لأن الإنسان بطبيعته وتكوينه يجهل المستقبل، مما يتسبب في تعرضه للقلق منه ومن تغييراته. الإنسان، بطبيعته، يفضل البقاء في روتين معين على أن يتغير. هذا يعني أن الفرد قد يجد صعوبة في التكيف مع التغييرات غير المتوقعة في حياته. ولكن هناك شيء آخر يجب أن نتذكره: كما الإنسان بطبيعته يتقلب، الحياة أيضًا بطبيعتها تتقلب وتتغير ولا تثبت على حالٍ واحد. فكيف تهيأ نفسك للتغيير حتى ولو كانت ظروفك لم تتغير؟هذا السؤال هو الذي نحاول الإجابة عليه في هذا النقاش.

تبدأ القصة خلال أربعة شخصيات بفأران واثنين من الأشخاص الصغار أو الأقزام ويُدعيا بـ"هيم" و"هاو". ولكل من هذهِ الشخصيات تمثل استجابتنا المختلفة للتغيير في حياتنا. سواء كانت في (العمل، العلاقات، المال، الصحة، السلام) أيّ كان نوع التغيير. تعيش تلك الشخصيات في داخل متاهة ويبحثون عن الجبن والدافع الأكبر هو الجوع. القصة بسيطة جدًا وقصيرة. وأشار المؤلف أن لكل شخص في الحياة يبحث عن الجبن. وهو يختلف من شخص لآخر. وكما قلت سابقًا يشير الجبن بالمعنى في الحياة العامة عن رغبات الإنسان. إذ كانت في الصحة أو المال أو العلاقات إلخ.. وكانت الشخصيات تبرز ردة فعل كل شخصية ازاء التأثير النفسي والسلوك اتجاه التغيير الذي حصل في البحث عن الجبن. وتشير المتاهة إلى نقطة البحث عن الجبن. يعني مثل العمل أو العائلة أو العلاقات الشخصية. تتعلم الشخصيات كيف تواجهه التغيير وتتكيف معه وتنجح في تغيير الظروف. هذهِ فكرة القصة البارزة. «التكييف مع التغيير».

لم أندمج كثيرًا مع القصة رغم أنها ليست طويلة أو مملة. فقد كانت هناك عامل واحد يُحرك هذهِ القصة وكانت الشخصيات صامتة طيلة الوقت. وهو بالأصح يُفضل أن يتم التركيز على الفكرة الرئيسية لكن العناصر مهمة في تحريك هذهِ الفكرة. لن تعرض فكرتك ونقطتك المهمة دون عناصر التحريك مثل الشخصيات والأحداث والتصّور وهكذا.

على رغم من أنَّ البداية واعدة جدًا إلا إنني انتهيت من قراءة الكتاب دون أيّ ردة فعل مني! بل بالعكس كانت هناك حماسة ضئيلة كلما بدأت أقلّب الصفحة أنتظر عنوان القصة يبرز. 

كن جاهزًا دائمًا للتغيير وحاول تكييف نفسك مع هذهِ التغييرات. هل وجدت صعوبةً يا قارئي في هذهِ الفكرة البسيطة؟ هل تشعر إنها قد تتحول إلى فكرة معقدة صعبة لا يمكن فهمها. بالضبط مثلما قلت. ليست صعبة وواضحة. فلماذا كتب التنمية البشرية يبالغون في وصف الأفكار البسيطة لأنهم بالطبع يريدون الحشو في كل غلاف. تفضل خذ هذهِ القمة الفارغة خذ هذهِ بعد. وتتعب حتى تصل لفكرته البسيطة التي لو شرحتها لطفل ذو التاسعة لفهمني وأعاد قوّلها إليّ.

بإختصار شديد؛ التغيير يحدث، توقع التغيير، راقب التغيير، تكيَّف مع التغيير بسرعة، تغيَّر، استمتع بالتغيير!، كن مستعدًّا للتغيُّر بسرعة واستمتع بالتغيير مرة أخرى بعد. هذا الاختصار الشديد للكتاب المكّون من ٨٥ صفحة.

اشعر بالتخمة بالفعل… أرغب برواية دسمة تزيل كل ما قرأته في عالم الخزعبلات هذا. "مع احترامي الشديد لقرّاء هذا النوع من الكُتب".
ملاحظة سريعة : أبتعد كل البعد عن جملة «الأكثر مبيعًا. إنهُ فخًا تجاري».

أن التغيير يمكن أن يقود إلى شيء أفضل.

أننا نقاوم التغيير لأننا نخشى من التغيير.

عندما تتوقف عن الشعور بالخوف، ينتابك شعور جيد!

أن أسرع وسيلة للتغيير هي أن تضحك على حماقتك! 

— التقييم النهائي : جبنة من أصل ١٠ 🧀.